24 ساعة-متابعة
تسلم السلطات الأمنية المغربية عبد اللطيف ناصر أقدم معتقل مغربي في غوانتانامو، حيث تم اعتقاله سنة 2001 بأفغانستان. وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، اليوم الاثنين 19 يوليوز إنها نقلت معتقلا من سجن غوانتانامو العسكري في خليج غوانتانامو، في أول عملية من نوعها منذ تولي الرئيس جو بايدن السلطة.
يعتبر عبد اللطيف ناصر، أقدم سجين مغربي في غوانتانامو إذ قضى أكثر من 18 سنة في سجن غوانتانامو دون محاكمة منذ اعتقاله في أفغانستان سنة 2001، ليصبح أحد أقدم معتقلي السجن الأمريكي في الجزيرة الكوبي.
وتعود قصة اعتقاله إلى أواخر عام 2001، بعد أحداث 11 شتنبر، حيث كان موجودا في أفغانستان، بعد التدخل الأمريكي الذي استهدف نظام طالبان وتنظيم القاعدة.
وحسب منظمة “ريبيرف”، فإنه سافر هناك من أجل العمل، فقبض عليه مقاتلو “تحالف الشمال”، بعد حادث استهداف برجي التجارة العالمي في نيويورك، وجرى تعذيبه وبيعه مقابل مكافأة مالية من القوات الأمريكية، وهو نفس ما وقع لعرب آخرين جرى القبض عليهم في أفغانستان آنذاك.
وقام الجيش الأمريكي باحتجازه في قاعدة “باغرام” الجوية و”قندهار” بأفغانستان لمدة ثلاثة أشهر، وتعرض للتعذيب انداك، ليتم في شهر مارس 2002 نقله إلى غوانتانامو، الجزيرة الأمريكية في كوبا، حيث احتُجز دون توجيه أي اتهام أو محاكمة.
وقالت منظمة “ريبريف”، إن جميع المزاعم الأمريكية ضد عبد اللطيف ناصر فقدت مصداقيتها مع مرور السنين، لأنها اعتمدت شهادات جرى الحصول عليها من الاستجوابات باستخدام التعذيب، ومن ذلك، جرى إقناع الشهود الرئيسيين الذين أدلوا بشهادتهم ضده إلى الاعتقاد بأن عبد اللطيف قد لقي حتفها.
وتشدد المنظمة على أن عبد اللطيف “لم يحاكم قط” ، وبالتالي، لن تكون أي من “الأدلة المزعومة” التي اعتمدت عليها الولايات المتحدة لتبرير احتجازه خلال الفترة من 2005 إلى 2007 في الحبس الانفرادي في زنزانة بدون نوافذ، وعانى فيها من الأضواء المضاءة باستمرار، مع وجود بطانية صغيرة فقط، ليغطي بها نفسه، كما جعلته الضوضاء الصماء مستيقظًا على مدار 24 ساعة يوميًا.
وحسب المنظمة، فإن عبداللطيف لم يتمكن من التواصل مع محام، كما حُرم حتى من أي شكل من الأشكال الأساسية لحقوق الإجراءات القانونية الواجبة. وخلال الفترة من 2009 إلى 2011، احتُجز عبداللطيف في معسكر منفصل داخل غوانتنامو، في عزلة تامة مرة أخرى، في زنزانة باردة و ساطعة الإضاءة.
وتقول المنظمة أنه جرى رفض تمكين ناصر من ممتلكاته، وإن الحراس قاموا بحلق رأسه ولحيته، مما اضطره إلى للجوء إلى الإضراب عن الطعام مرتين على الأقل، للاحتجاج على ظروف احتجازه.
وبعد إضرابه عن الطعام لستة أسابيع سنة 2013، انخفض وزنه من 86 كلغ إلى 56 كلغ. ومما ذكرته المنظمة أن عبداللطيف ناصر يعد قارئا نهما للكتب، كما كتب قاموسا مزدوجا (عربي- إنجليزي) مكونا من 2000 كلمة باليد أثناء اعتقاله.
واشتهر قاموسه بين الحراس والمعتقلين في القاعدة. بالإضافة إلى قراءته للروايات والقصص القصيرة، فهو يطالع، أيضا، كتب المساعدة الذاتية حول كيفية تعزيز العلاقات الإيجابية.
وفي 12 يوليو 2016، برأته 6 من وكالات استخباراتية أمريكية وصرحت له بالمغادرة. ولكن على الرغم من ذلك، وبسبب “الالتباس البيروقراطي”، لم يجر إطلاق سراحه وإعادته إلى بلده في المغرب. وهو حسب المنظمة أحد خمسة رجال تم تبرئتهم والسماح لهم بالمغادرة.
وفي نوفمبر 2016، بعد أربعة أشهر من تبرئة عبداللطيف، فاز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية. وفي 3 يناير 2017، قبل أسبوعين من تنصيب ترامب رئيسا للولايات المتحدة، نشر تغريدات على تويتر قائلا: “لا ينبغي إطلاق سراح المزيد من المعتقلين في غوانتانامو”.
وتقول المنظمة، إنه بسبب ذلك استمر عبداللطيف معتقلا في غوانتانامو، وأشارت المنظمة إلى أن استمرار اعتقال عبداللطيف في غوانتنامو يكلف دافعي الضرائب في الولايات المتحدة 13 مليون دولار سنويا، في حين لا تُبدي الولايات المتحدة أي نية لاتهامه بارتكاب جريمة.
وتشير المنظمة إلى أن قضية عبداللطيف، عُرضت على مجلس الاستعراض الدوري (PRB) في يونيو 2016، المكون من كبار ممثلي 6 وكالات أمريكية: وزارات الخارجية والأمن الوطني والعدل والدفاع، بالإضافة إلى هيئة الأركان المشتركة ومكتب مدير الاستخبارات الوطنية.
وقدم دفاع عبداللطيف مقاطع فيديو ورسائل من أسرته في المغرب، تُظهر أنهم كانوا على استعداد للترحيب به في منزله، فقد جرى تجهيز غرفة في بيت الأسرة في الدار البيضاء له، وإعداد وظيفة له في شركة شقيقه.
وأجمعت هذه الهيئات الحكومية الأمريكية على نقله إلى المغرب بعد تقييمه بأنه لا يشكل أي تهديد.
وقرر مجلس الاستعراض الدوري أن لعبداللطيف “العديد من السُبل للحصول على الدعم عند النقل للمغرب، بما في ذلك توفر أسرة مستقرة… وفرص عمل واقعية ودعما اقتصاديا”، كما أثنى على “جهوده لتثقيف نفسه أثناء تواجده في غوانتانامو من خلال الفصول الدراسية والدراسة الذاتية”.
وفي يوليو 2016 تلقى عبداللطيف تأكيدا بأنه “نجح” خلال لقائه مع مجلس الاستعراض الدوري. وتقول المنظمة إن عبداللطيف “بكى فرحا” عند سماع القرار.
وتشير المنظمة، إلى أنه وقعت سلسلة “مؤسفة” من التأخيرات “البيروقراطية”، لم تتمكن معها الولايات المتحدة من الحصول على المعلومات ذات الصلة من الحكومة المغربية لضمان مرور عبداللطيف إلى موطنه بأمان.