أسامة بلفقير _ الرباط
دبلوماسية هجومية، تعتمد التموقع في مواقع المعركة، بدل الانتظارية ولعب دور الدفاع. هكذا أضحت الدبلوماسية المغربية تدافع بقوة عن القضايا الحيوية للمملكة، وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية التي حققت تقدما كبيرا.
لم يكن الاعتراف الأمريكي بالسيادة المغربية على الصحراء إلى تتويجا لمسار متميز، جعل الأغلبية الساحقة لدول العالم تنتصر لسيادة المغرب، وتعزل في المقابل أطروحات الانفصال التي تحملها ما يسمى بجماعة “البوليساريو” المدعومة من الجزائر بالمال والسلاح وغير ذلك.
في ارض الصحراء المغربية، تحولت المنطقة إلى ورش كبير للمشاريع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وغيرها. وتحولت العيون والداخلة إلى قبلة للتمثيليات الدبلوماسية الدولية، بفضل رؤية ملكية تبنّت منطق فتحِ القنصليات دليلا عمليا ودوليا على مغربية الصحراء. ويشكل فتح قنصليات عامة في المدينتين اعترافا واضحا وصريحا بمغربية الصحراء، وتعبيرا عن ثقتها في الأمن والاستقرار والرخاء الذي تنعم به الأقاليم الجنوبية، كما أكد جلالة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الـ45 للمسيرة الخضراء.
كانت قنصلية جمهورية مالاوي آخر التمثيليات التي فتحت أبوابها في مدينة العيون، صباح أمس الخميس، ولن تكون الأخيرة. والافتتاح تكليلٌ لسحب اعترافها بجبهة البوليساريو سنة 2017. لتصبح هذه القنصلية هي الـ12 بعد قنصليات كل من جزر القمر، والغابون، وجمهورية إفريقيا الوسطى، وساوتومي وبرينسيبي، وبوروندي، وكوت ديفوار، ومملكة إسواتيني، وزامبيا، والإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين، والمملكة الهاشمية الأردنية.
وبحسب ما أشار إليه ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، بمناسبة الافتتاح، فهذه الدول تمثل كل جهات القارة الإفريقية. ومالاوي هي البلد الخامس العضو بمجموعة التنمية لأفريقيا الجنوبية الذي يفتح قنصلية في الصحراء المغربية، بعد جمهورية الكونغو الديموقراطية، وزامبيا، وإسواتيني، ومدغشقر.