24 ساعة _ متابعة
استنكر الدكتور وأستاذ العلوم الجيوستراتيجية، والتنمية الدولية، بجامعة الصربون بفرنسا، يوسف شهاب، بقوة ما تناقلته قناة “BFM” الفرنسية، من تبخيس لجهود الإغاثة خلال تداعيات زلزال الحوز ، مؤكدا أن الأخيرة، تعمل بشكل ممنهج بغرضِ المس بصورة المغرب.
وقال أستاذ العلوم الجيوستراتيجية، ضمن تصريح ل”24ساعة”، إن القناة الفرنسية تشن حملات متواصلة على المغرب؛ الغرض منها إظهار أن المملكة لا تتوفر على الإمكانيات، ولا تزال تشتغل بطرق بدائية تاركةً رعاياها للضياع والموت في المناطق المنكوبة.
ووصف الدكتور، ما تقوم به باريس بإعلان عن حرب قذرة ومفتوحة ضد المغرب، موردا، أن القناة المزعومة “تتحدث منذ يوم السبت، لساعات متواصلة مع خبراء وأشباه الخبراء ضمن برامج خاصة؛ لا تعكس بتاتا الصورة الحقيقية بالميدان وما تقوم به عناصر القوات المسلحة المسلحة الملكية، ومختلف المتدخلين في هذه الكارثة”.
وتوجه أستاذ العلوم الجيوستراتيجية، يوسف شهاب، بطلب مباشر إلى وزير الداخلية بصفته المسؤول عن تقديم الترخيص للإعلام الأجنبي، كيْ يجتمع بهذه “القناة الموجهة” من أجل حثها على الكفِّ عن هذا العمل ومغادرة المغرب، موضحاً، “فإما أن تشتغل بمهنية وأخلاقية كما هو شأن بعض الصحف الإسبانية والبريطانية؛ التي نقلت عمل القوات المسلحة الملكية، أو أن تعد رحالها وتعود صوب باريس”.
واسترسل المتحدث ل”24ساعة”، ” الظاهر الآن أن هذه القنوات المسيئة وغير المعنية اصطفَّت كلها خلف ماكرون؛ بداعي أن بلادهم جندت كل الطاقات لتقديم المساعدات للمغرب بينما يرفض الملك تدخل الفرنسيين”، وهو ما نبهَ له الدكتور واعتبره تسويقا خطيراً في الوقت الراهن.
وذكر الأكاديمي بجامعة الصوربون بفرنسا، على أن السلطات الفرنسية أولت موقف المغرب الرافض لمساعدات باريس لضحايا زلزال الحوز، سياسيا بحيث اعتبرت قبول المغرب مساعدات أربع دول ذات نظام ملكي ليس من محض الصدفة، من جهة أخرى يضيف الدكتور شهاب على أن الصحافة الفرنسية اعتبرت اختيار المغرب لمساعدات الإمارات و قطر يدخل في إطار ما أسماه دبلوماسية شيكات البترول، في حين تم اختيار إسبانيا بناء على الموقف الأخير للسلطات الإسبانية الداعم للحكم الذاتي للمغرب على الصحراء المغربية، أما قبول مساعدات بريطانيا فأرجعته صحافة باريس لكون بريطانيا خارج الاتحاد الأوروبي ويعتبر ذلك بمتابة رسالة للأوروبيين تفيد عدم قبول مساعدات الاتحاد الأوروبي الذي يرفع بين الفينة و الأخرى تقارير معادية للمملكة.
وأفاد شهاب، بأن لهاته الحملات تداعيات خطيرة على استقرار الأمن بالبلاد؛ إذ من الممكن أن يؤثر هذا الخطاب على الرأي العام ما قد يدفع الشعب إلى الخروج للتعبير عن حالة الغضب، كما وقع في الحسيمية حينما كانت الصحافة الفرنسية تسوقُ لصورةٍ مغالطة عن المغرب؛ ما كان سببا في تنظيم الساكنة لحراك الريف، وفق تعبيره.
ويؤكد الأستاذ، على أنه من الضروري أن تُحدث وزارة الداخلية خلية تواصلية أكثر تفاعلية، تحصر ما قد يذاع عبر هاته القنوات ليُقدمَ في المقابل لمتابعيها ما يقع حقيقة بالمناطق المنكوبة.