أسامة بلفقير-الرباط
بمنطق “عيني فيه وماقديت عليه”، تحاول الجزائر الترويج لوساطات وهمية تقودها دول عربية أو أجنبية من أجل إنهاء الأزمة الدبلوماسية مع المغرب، حتى إن مسؤولين جزائريين أصبحوا يصدرون تصريحات بناء على هذه الأوهام.
آخر الوساطات الوهمية التي فبركتها الدولة العسكرية هي ما نشرته صحيفة لافانغوارديا (La Vanguardia) الإسبانية عن مصدر جزائري بأن هناك وساطة أردنية تهدف إلى إعادة تشغيل خط الغاز المغاربي-الأوروبي.
ولعل المثير في هذه الاختلاقات هو أن النظام العسكري سارع إلى التعليق على هذه الوساطات بإخراج مفضوح، في وقت تؤكد مصادر مغربية عدم صحة هذه الأخبار، لاسيما أن الأعراف الدبلوماسية في مجال الوساطة تبني على قواعد أولها قبول الطرفين لهذه المساعي.
أكثر من ذلك، فإن كل الرسائل التي بعثتها الرباط إلى الجزائر، وعلى رأسها ما ورد في خطابات الملك محمد السادس، تؤكد أن المغرب لن يحتاج لأي وسيط من أجل الحوار مع الجزائر، ما دام أن المملكة بادرت في أكثر من مناسبة وعلى لسان عاهل البلاد لتعلن استعدادها للحوار وتمد يدها لمن يريد الخير للمنطقة وشعوبها.
اليوم تبدون الجزائر في مأزق حقيقي. فقد سعت جاهدة إلى توتير العلاقات مع الرباط وتهديد أمن المملكة من خلال تمويل وتسليح ميليشيات البوليساريو، قبل أن تتوج مسارها هذا بقطع العلاقات..لكنها اليوم باتت تسعى، وإن بشكل غير علني، لفك شفرة علاقات باتت أكثر تعقيدا..ولذلك فهي لا تمانع في أن يبادر أحد قادة المنطقة العربية إلى وساطة مع الرباط، رغم أن الأخيرة أعلنت في أكثر من مناسبة استعدادها التام للحوار ومعالجة الملفات العالقة بين البلدين.