الدارالبيضاء – سكينة المهتدي
خلُصت دراسة حديثة إلى أن احتمالات حدوث زلازل في غرب المحيط المتوسط، قد تؤدي إلى أمواج تسونامي مدمّرة.
وأورد الباحثون في ورقة علمية نشرتها دورية “نايتشر كومينيكايشنز“، بأن هذا الاكتشاف يرفع من احتمالات حدوثِ هذا النوع من الكوارث المدمّرة، التي توقّع العلماء أن يشهد المتوسط واحدة منها خلال العقود الثلاثة المقبلة.
وعادة ما يزيد حدوث الزلازل من مشاعر الخوف لدى كثيرين، من حدوث موجات تسونامي. وهو ما حدث في أعقاب زلزال تركيا وسوريا خلال شهر فبراير الماضي، حيث حذرت هيئة الزلازل والكوارث التركية من احتمال وقوع تسونامي قبل أن تتراجع عن تحذيراتها في مابعد.
زلزال الحوز
في المغرب يتواصل كذلك الحديث عن هاته الدراسات، بحيث تتجدد المخاوف من وقوع إعصار تسونامي، على خلفية الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز في 8 من شتنبر 2023.
جلال المعطى، الخبير في المناخ والقضايا البيئة، قال بهذا الخصوص، أنه رغم التطور الحاصل في العلوم والتقنيات، فلا يمكن بتاتًا التّنبُّؤ بحدوث التسونامي أو الزلازل بشكل استباقي قبل وقوعها.
وأضاف الخبير في المناخ، في تصريح ل”24ساعة”: “فكما تعلمون فالتسونامي عبارة عن هزة أرضية تقع داخل البحر؛ ما يُحدثُ مجموعة من التموُّجات المُتسببة بدورها في إيصال الإعصار إلى اليابسة”.
وبالتالي يُردف المتحدث، “فإن توفرت هذه القدرة على معرفة وقت حدوث الزلازل، كُنَّا بالتأكيد لنتجنبَ الكثير من الخسائر”.
وتابع المعطى: “لهذا فمسألة التَّنبُّؤ باعتقادي هيَ غير صحيحة البتَّة، موضحاً، “لأن المُحرك الرئيسي للزلازل بما فيها التسونامي؛ هو عملية التجاذب الحاصلة على مستوى قشرة الأرض ونواتها”.
وأكد الخبير في علم المناخ، أن هاته العملية لا تربطها أي علاقة سواءً بمساهمة الكواكب في تلك التقاطعات أو أيُّ عاملٍ آخر.
التغيرات المناخية
وفي جواب حول سؤال ل”24 ساعة”، حيال وجود ارتباط بين زلزال المغرب وفيضانات ليبيا بالنظر إلى مشاكل التغيرات المناخية، أورد المتحدث، أنه ليس هناك أي اتصالٍ مباشر بين الظاهرتين، مبرزًا، أن الزلزال وقع داخل عمق الأرض بآلاف الكيلومترات بينما الفياضانات بعيدة تماما عن الأمر.
واسترسل الخبير: ” الظاهر أن الكارثتين معًا حدثتا خارج الغطاء الجوي للتغيرات المناخية والاحترار العالمي؛ اللَّاتي تكون عادة سببا في وقوع الظواهر القصوى مثل: الجفاف والفياضانات والأمطار الطوفانية”.
وبالتالي خلص الخبير في المناخ والقضايا البيئية، “فلا توجد أي علاقة ما بين نتائج التغير المناخي والزلازل؛ كون هاته الأخيرة هي عبارة فقط عن تحرك آني ولحظي للصفائح التكتونية المولدة للانفجار بفِعلِ تحرر الطاقة من الأرض”.