نجيب الأضادي
بمبادرة ملكية ،صادقت الحكومة والبرلمان خلال شهر دجنبر على إحداث صندوق محمد السادس للاستثمار من أجل إنعاش اقتصادي للمغرب لتجاوز الأزمة المالية والاقتصادية التي سببتها جائحة كورونا مؤسسة أعتبرها شخصيا المؤسسة التي ستنفذ خطة الطريق لتنزيل النموذج التنموي الجديد ،لكن ! قبل البدإ في رسم معالم هذا النموذج التنموي الجديد لابد من استئصال الأورام الخبيثة من وطننا الغالي بإجراء عملية جراحية عاجلة ،رغم أنها ستكون قاسية جدا.
الوضعية الدولية والإقليمية الحالية تذكرنا بالحالة التي كانت عليها بلادنا في القرن التاسع عشر متسمة بتعاظم وتكالب قوى وأطماع شتى على هذا الوطن الغالي،نظرا لموقعه الجيوستراتيجي وطبيعة نظامه وشرعيته الدينية والتاريخية .كل هذا وإن لم يكن بنفس الحدة والطريقة والأسلوب لكن بأهداف واحدة للنيل من المملكة وقيمها بشتى الوسائل؛هذه الأطماع ذكتها الصراعات التي تتخبط فيها الأمة الإسلامية والعربية بسبب تناحرها وتشرذمها وعمالتها للدول الغربية.
لقد استعملت جهات معادية للوطن إحدى وسائلها الخسيسة والدنيئة وعملت على وضع الدسائس وتجنيد الخونة والعملاء في كل جزء من الدولة والشعب معا.هذه الصور تنطلي على كل ما يجري اليوم من مظاهر الفساد سببه الإنتهازيين والفسدة بدرجة خونة، يعملون جاهدين من أجل استنزاف قدرات الدولة والشعب ،وتحويل جهد الملك ومعه المخلصون من المغاربة المحبون والمتفانون في خدمة بلدهم العزيز إلى جيوبهم ومصالحهم،عوض الإنخراط في خدمة الوطن والمواطنين والمضي قدما به وبهم نحو التقدم والازدهار.
هؤلاء أشد عدواة وخيانة من أولائك الذين سجلوا تاريخا أسودا بالماضي القريب .
لقد آن الأوان للضرب بيد من حديد على كل من سولت له نفسه سرقة هذا الشعب من أجل تحقيق مغرب ينعم بالديموقراطية والحرية والعدالة الإجتماعية بنموذج تنموي يرتقي بالمغاربة نحو النماء والرخاء؛ بعد ذلك لا محالة فالثروة ستصل للمواطن البسيط وستتحق ثورة أخرى للملك والشعب.