24 ساعة ـ عبد الرحيم زياد
بنجاح المملكة المغربية في تنظيم المؤتمر الدولي ضد داعش، تكون قد ضربت عصافير عديدة بحجر واحد، وحققت مجموعة من المكاسب، بحيث تمكنت المملكة من تعزيز و الرفع من مستوى علاقاتها مع عدد من الدول، وكرست دورها المتميز و الذائع الصيت على المستوى العالمي، فيما يتعلق بمحاربة التطرف والإرهاب،ناهيك على انها نجحت في في تعزيز علاقاتها نع عدد كبير الدول على امتداد قارات العالم الخمس، في ما يتعلق بوحدتها الترابية وقضيتها الأولى المتعلقة بالصحراء المغربية.
و لعل أهم مؤشر لنجاح المؤتمر يتمثل في مشاركة 79 دولة من مختلف قارات العالم دولة من القارة الإفريقية و8 من آسيا و9 وفود من العالم العربي، وحضر 47 وزيرا، من بينهم 38 وزير خارجية، و مشاركة 400 شخصية.
ليتمكن المغرب بذلك من كسب رهان تنظيم هذا المؤتمر الكبير، بحيث هي المرة الأولى التي ينظم فيها بالقارة الإفريقية، و بالتالي فإن الأمر يعتبر تشريفا و تتويجا لجهود المملكة المتفانية في مكافحة الإرهاب على المستويين الداخلي والخارجي.
كما عكس المؤتمر بعد الرؤية الذي تتميز بها الدبلوماسية المغربية، التي يقودها بكل اقتدار الملك محمد السادس، بحيث أن المؤتمر شكل انتصارا استراتيجيا، في ظل بيئة عالمية مهددة بوباء الإرهاب، خاصة في القارة الإفريقية التي تتميز بالمستوى الاقتصادي والقضايا الاجتماعية المترهلة، وهو ما يساعد على تنامي هذه الظاهرة المشينة.
كما أن المغرب، بتنظيمه لهذا المؤتمر الدولي، تمكن من ربح مزايا عديدة، وذلك من خلال حشد عدد من المواقف الإيجابية الداعمة لمقترح الحكم الذاتي لعدد من الدول التي عبرت عن تأييدها للوحدة الترابية المغربية، وهذا دليل آخر على المكانة المتميزة للمغرب في منظومة العلاقات الدولية المعاصرة.
وهكذا استطاعت المملكة اقناع دول من قبيل هولندا، قبرص، رومانيا وصربيا، للإنضمام إلى قائمة البلدان المؤيدة لمخطط الحكم الذاتي، التي لم تتردد في الإعلان جهرا وعلانية بأن هذا المخطط يعد حلا جديا وواقعيا وذو مصداقية كتسوية للخلاف المفتعل حول الصحراء المغربية.
وهو الامر الذي كرس النجاح المذهل للدبلوماسية المغربية التي ربحت رهان حشد اجماع دولي غير مسبوق لمقترح الحكم الذاتي الذي يحظى بتاييد كبير من قبل كبريات العواصم الدولية، لاسيما الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء وافتتاح نحو عشرين قنصلية في الأقاليم الجنوبية، فضلا عن دولأو ربية أخرى، لاسيما ألمانيا، إسبانيا وفرنسا التي اكدت أن مقترح الحكم الذاتي باعتباره “الورقة الحقيقية الوحيدة الممكن تقديمها للتوصل إلى تسوية نهائية للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.