نور الدين عثمان
ان ما وقع أمس الثلاثاء 18 يوليوز 2017 بباب مقر عمالة اقليم وزان ،خلال الوفقة الاحتجاجية التي خاضها سكان دواوير اخراشيش ومناثة والعنصر من اجل المطالبة بحقهم في الماء،وما تعرضوا له من قمع همجي من طرف عناصر القوات المساعدة، يعيد طرح رزمة من الاسئلة حول واقع حقوق الانسان بالمغرب. وهل حقا ان المغرب تجاوز سنوات القمع والجمر والرصاص ؟ وهل السلطات تجاوزت اسلوبها القمعي ؟ وهل نحن حقا في دولة الحق والقانون ؟ وهل استوعب المسؤولون المفهوم الجديد للسلطة ؟وهل احترموا الدستور الذي بشرنا به على انه دستور ديمقراطي متقدم؟
اننا لسنا بصدد اعادة اجترار هذا المشكل المزمن للماء بالإقليم،فالواقع يثبت ان رغم الاموال الضخمة التي صرفت، فلا ماء توفر، ولا تنمية تحققت، بل كل المشاريع والوعود المعسولة ذهبت ادراج الرياح بل ان الشيء الوحيد الذي تحقق بامتياز هو ان اعلى نسبة المشاركة في الانتخابات في المغرب سجلت بإقليم وزان ابان مهزلتي 4 شتنبر 2015 و7 اكتوبر 2016 والتي كان من نتائجها وصول شرذمة من الفاشلين والانتهازيين والمنبطحين،لكن طبعا مع بعض الاستثناءات القليلة الى مواقع القرار، وإلا كيف نفسر اختفاء بعض المنتخبين الجبناء عند كل احتجاج للساكنة من اجل المطالبة بحقوقهم العادلة والمشروعة. اليس دورهم على الاقل تاطيرمواطنيهم والمساهمة في حل المشاكل المطروحة حتى نتجنب ما وقع أمس.
ان الامر مفهوم لان هؤلاء لا يستطيعون ان يهمسون بكلمة امام أسيادهم وعلى رئسهم عامل الذي اعاد الاقليم سنوات الى الخلف، ومؤشرات التنمية فيه الى مؤشر الصفر، بل الشيئ الوحيد الذي يحسب له خلال هذه المرحلة هو مطاردة سكان البوادي المقهورين اصلا بفعل عوامل التعرية السياسية والمخزنية التي تعرضوا لها لعقود خلت في ازقة وشوارع المدينة مانعا اياهم من بيع منتوجاتهم الفلاحية المعيشية حتى يتسنى له التجوال بموكبه الضخم بكل اريحية علما ان ملك البلاد تجاوز هدا البروتوكول المثقل بتقاليد الماضي مند توليه العرش.
ياسادة هناك شيء وقع امس ولم ينتبه ته الكثيرون، ربما بسبب تسارع الاحداث. اليس من بين الاتهامات الموجهة الى ساكنة الحسيمة وتخوينهم وقمعهم وزجهم في غياهب السجون هي عدم رفعهم للعلم الوطني فهل عندما رفع ساكنة زومي للعلم الوطني والتغني به ورفع صور ملك البلاد وترديد شعار عاش الملك اعفاهم من القمع الهمجي ؟ لا ابدا بل لن ننسى ذالك المشهد الرهيب والمخزي والمهين ونحن نشاهد القوات العمومية وهي تعتدي على السلامة الجسدية للمواطنين واهانة كرامتهم وهو الامر الذي لم يسلم منه حتى ممثلي الهيئات المدنية والحقوقية ونحن من تواجدنا مند الصباح من اجل المساهمة في حل المشكل، ويا لسخرية القدر فهناك من حاول طردنا ونحن نقف على ارض اباءنا وأجدادنا، بل لم تسلم حتى رموز الوطن التي بسببها تم تخوين الريف المغربي الحبيب من طرف المخزن ومن يدور في فلكه من الاحزاب الكرتونية. .
انه لمن المفارقات الغريبة ان احد المسئولين بالإقليم قال لنا انه ليس من حق المحتجين رفع العلم الوطني في مسيرة غير مرخصة وان مكانه هو المؤسسات الوطنية . فهل يا سادة شوارع الحسيمة مؤسسات عمومية . وهل المسيرات هناك كانت كلها مرخصة هناك. اليست وزان والحسيمة ينتميان الى نفس الجهة وهما جزء من الوطن .وينظمهم نفس الدستور والقوانين من طنجة الى الكويرة .ان لا احد يريد من المسؤولين حل مشكل دواري خراشيش ومثانة وقرى وجماعات اخرى لان حل المشكل من اساسه يعني تورطهم اجمعين لان سبب المشكل الرئيسي هو المخدرات وانتم تعرفون يا سادة من المستفيد من هده الافة التي ابتلينا بها .
حان الوقت لرحيل عامل الاقليم لان استمراره حتما سيؤدي الاقليم الى الهاوية فهذا الرجل فشل في كل شيء وأعاد عقارب الساعة الى المجهول. ليحفظ الله وطننا العزيز من كل شر وان امنه واستقراره مسؤوليتنا جميعا وليست حكرا على جهة معينة،فإحترام الوطن يبدأ بإحترام حقوق المواطنين.