أسامة بلفقير ـ الرباط
مجهود دبلوماسي استثنائي بذله الملك محمد السادس بتوفير اللقاحات للمغاربة والأجانب المقيمين في المملكة، يتوجه اليوم جلالته بإطلاق الحملة الوطنية للتلقيح، في خطوة تحمل رسالة رمزية وتحسيسية كبيرة.
لقد كان دور الدبلوماسية الملكية حاسما في توفير اللقاحات. نتذكر الاتصال الملكي مع الرئيس الصيني، والمتابعة المباشرة لجلالته لترتيبات إطلاق الحملة الوطنية للتلقيح، وشحن أولى الدفعات من اللقاح إلى المملكة، ما عجل بإطلاق عملية التطعيم.
سيتذكر المغاربة بكثير من الاعتزاز والافتخار الاهتمام الملكي الكبير بأوضاعهم منذ بداية الجائحة، وهو موقف عهدناه في ملك نال لقب “ملك الفقراء” منذ بداية العهد الجديد. واليوم، وفي ظل الآثار الوخيمة للجائحة على فئات واسعة من المغاربة، بادر الملك محمد السادس إلى إطلاق مبادرات لا نجدها في دول قريبة، ومنها صرف دعم مالي مباشر للمتضررين ومواكبتهم اجتماعيا واقتصاديا لتجاوز هذه المحنة، رغم الوضع الصعب للمالية العمومية.
هذه المواكبة وهذا الاهتمام الملكي القوي، استمر على أكثر من صعيد. ومع بدء ظهور أولى خيوط أمل اللقاحات، سارع عاهل المملكة إلى إصدار تعليماته للحكومة بهدف اتخاذ التدابير اللازمة ليكون اليوم المغاربة ضمن قائمة الدول الكبرى التي أطلقت اللقاح.
ولعل ما سيفتخر به المغاربة أيضا هو حرص الملك على مجانية اللقاح، وهو قرار له أهمية كبيرة. فمن جهة، سيتمكن الجميع، بشكل متساو، من الوصول إلى اللقاح وفق معايير علمية. ومن جهة ثانية، قطع هذا القرار أي محاولات لخلق مضاربات حول اللقاح، وجعل الدول المدبر الحصري للقاحات التي ستوفر للمغاربة والأجانب المقيمين في المملكة مجانا.