24 ساعة – متابعة
يشكل تعدد اللقاءات بين أتباع الأديان السماوية الثلاث بمناسبة رمضان الأبرك، وخاصة لتقاسم وجبة الإفطار، هدفا أسمى لتعزيز قيم الحوار والتعايش والانفتاح وتكريس العلاقات الإنسانية.
في هذا الحوار يسلط رئيس أساقفة الرباط، الكاردينال كريستوبال لوبيث روميرو، الضوء على حوار الأديان بالمغرب ومدى مساهمة الملك محمد السادس في جعل المملكة واحة وأرضا للتعايش والتسامح والتفاعل بين المسلمين وأتباع الديانات الأخرى.
كيف ترون تجليات حوار الأديان في المغرب ؟ ودور المملكة في تشجيع هذا الحوار؟
المغرب بلد يمارس فيه الحوار بين الأديان خاصة الإسلامي – المسيحي بشكل يومي، في الجامعات وفي العمل وفي الأحياء التي نعيش فيها. فهناك إذن فضاء واسع للحوار ساهم في إرسائه جلالة الملك محمد السادس. وبالفعل، هناك مؤسسات مغربية تعمل على تعزيز الحوار بين الأديان كما، نجد كذلك جوا مناسبا لممارسة الحوار والعيش المشترك في بيئة تسود فيها روح الصداقة والأخوة، وإني لأرى ذلك أمرا إيجابيا للغاية يمنح لنا فرصة العيش بسلام ووئام هنا على أرض المغرب ولا نجده في كافة البلدان.
ما رمزية حضور ممثلي الأديان الثلاثة وجبات الإفطار الرمضانية، وكيف يمكن أن يسهم ذلك في تكريس الحوار بين الأديان؟
يعتبر شهر رمضان فرصة سانحة لتكثيف اللقاءات ونسج عرى الصداقات. فخلال هذا الشهر يحيي المسلمون شعائرهم الدينية في أجواء تتسم بروح الأخوة والمودة، وهذا مثال على نموذج التعايش الرائع الذي يحظى به المغرب.
وبحلول هذا الشهر تكون المناسبة مواتية لتنظيم أنشطة ولقاءات عدة، تشهد حضور يهودي ومسيحي ومسلم (يحضر في الغالب حاخام وكاهن وإمام) قصد تبادل وجهات نظرهم المختلفة بخصوص الواقع الحالي، وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على قيام حوار ديني بين أبناء الأديان الإبراهيمية.
إن رؤية هذه الصور الثلاثة لممثلي الديانات الإبراهيمية لشيء في غاية الأهمية، إذ يجعلنا نستحضر مقتطفا من الخطاب الذي ألقاه جلالة الملك محمد السادس، خلال مراسم الاستقبال الرسمي الذي خصه جلالته يوم 30 أبريل 2019، لقداسة البابا فرانسيس، بباحة مسجد حسان بالرباط، بمناسبة الزيارة الرسمية التي قام بها البابا للمملكة ، ” فالديانات السماوية الثلاث لم توجد للتسامح في ما بينها، لا إجباريا كقدر محتوم، ولا اختياريا من باب المجاملة؛ بل وجدت للانفتاح على بعضها البعض، وللتعارف في ما بينها، في سعي دائم للخير المتبادل “.
في رأيكم، ما هي الأسس والمرتكزات التي ينبني عليها الحوار بين الأديان؟ وكيف يمكن تعزيزه وتكريسه في سياق دولي متسم بانتشار التعصب والعنف؟
إن مرتكزات وأسس الحوار الديني تتجلى أساسا في الأخوة العالمية، فالحوار ينطلق من مسلمة مفادها أننا كلنا سواسية، لا فضل لأحد على الآخر وكلنا إخوة في الإنسانية وإن العالم بيت للجميع. ومن جهة أخرى، فالحوار يجب أن يكون مع كافة أتباع الأديان والأعراق والحضارات الأخرى.
فالأخوة والصداقة والحرية والمساواة بين بني الإنسان، تعتبر من أهم المرتكزات التي ينبني عليها حوار الأديان، وإن لم نأخذ كل ذلك بعين الاعتبار، فسوف نعيش على الدوام في دوامة العنف كما هو الأمر اليوم في عدد من مناطق النزاع في العالم.