شعيب جمال الدين
بعيدا عن الأخبار التجارية لمجلة جون أفريك التي تغلفها دائما و دوما بخدعة ” مصادر مطلعة أو خاصة “.فإن المؤسف بصراحة في كل هذا هو تعامل صحافتنا ومحليلي بلادنا فلا توجد بنسبة لي إهانة يمكن أن تمس جسمنا الصحفي. أكثر من أن يصبح الجميع مثل الببغاء تؤدون بإتقان دورها في كل مرة وحين بإعادة تكرار ما تكتبه منابر أجنبية. بغض النظر عن وزنها الإعلامي أو تاريخها ففي الأول والأخير تظل المصداقية المعيار الأساسي للحكم على مهنيتها التي كلما فقدتها مع مرور الوقت إلا وإنخفضت قيمتها تدريجيا و تراجعت مكانتها في السوق هذا مما لا شك فيه .
إن المرء في بعض الأحيان ترسم على ملامح وجهه علامات الإستغراب و التعجب عندما يستمع إلى تصريحات صحفية لا تمت للواقع بصله وهنا أقصد ما نقله السيد أحمد أبو الغيظ الأمين العام للجامعة العربية على لسان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عقب لقاءه به يومه الإثنيين 17 أكتوبر 2022 بقصر المرادية حيث قال في ندوة صحفية بحضور رمطان العمامرة وزير الخارجية أن تبون أكد له بأن الجزائر تسعى من خلال القمة العربية المقبلة إلى لم ” الشمل العربي” !
ويبدو أن أخينا عبد المجيد تبون يقصد ذالك “الشمل الأخوي” الذي بذل النظام الجزائري مجهودات جبارة من أجل تحقيقه مع جاره المغرب عبر إتخاده العديد من القرارات العدائية بذأت بقطع العلاقات الديبلوماسية وسحب السفير الجزائري من المملكة في 24 غشت 2021 في خطوة وصفت أنذاك في الدوائر الغربية بالغير المبررة ولا معنى لها بتاتاً .
قبل أن تصعد من مستوى عدائها في 23 شتنبر 2021 بقرار المجلس الأعلى للأمن الجزائري الذي أعلن تحت رئاسة عبد المجيد تبون إغلاق الأجواء الجوية أمام جميع الطائرات المدنية و العسكرية المغربية.
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد بل التصعيد الجزائري الأحادي الجانب آخذ منحى أخر بعدما أوقفت في الأول من نوفمبر 2021 واردات إسبانيا من الغاز الطبيعي الجزائري عبر الخط المار بالمغرب في خطوة راهنت عليها الجزائر لعقاب المغرب وجعل تكلفة قطع العلاقات مضاعفة خصوصاً على المستوى الإقتصادي رغم أنه تبين فيما بعد أنه لن يكون له ثأثير كبير على أداء نظام الكهرباء من خلال البيان المشترك لكل من ” المكتب المغربي لليهدروكابورات و المعادن ، والمكتب الوطني للماء و الكهرباء ” .
“الشمل العربي” الذي تحدث عنه عبد المجيد تبون بإسهاب مع أحمد أبو الغيظ قام بترجمته على أرض الواقع في الثالت من نوفمبر 2021 .
عندما إتهمت الجزائر رسميا المغرب بقتل ثلاث مواطنيها بقصف متطور إستهدف شاحنتين على الحدود المغربية الموريتانية وصلت إلى درجة توعدها بالإنتقام وهي الإتهامات التي قابلتها الرباط بالتجاهل التام. بل هذه الأخيرة تركت الباب مواربا لتفادي القطيعة من خلال تشديد الملك محمد السادس في خطاباته الرسمية على مواصلة سياسة مد يديه إلى الجزائر لفتح حوار مباشر وصريح لتجاوز الخلافات العالقة مع حرصه على تقديم وصفة لحل أزمة إغلاق الحدود بين البلدين مبنية على معادلة رابح رابح تقود إلى تضميذ جراح الخلافات والثوترات وفتح صفحة جديدة .
حيث أكد الملك للأشقاء الجزائريين في خطاب العرش 30 يوليوز 2021 أن”الشر و المشكلات لن تأتيكم أبدا من المغرب، كما لن يأتيكم منه أي خطر أو تهديد، للأن ما يمسكم يمسنا، و ما يصيبكم يضرنا، لذلك نعتبر أن أمن الجزائر وإستقرارها و طمأنينة شعبها من أمن المغرب وإستقراره ” ……إلخ
من خلال عرضنا لكرونولوجيا هذه الأحدث يظهر بوضوح من يسعى صادقا قولا و فعل إلى لم الشمل العربي والدعوة إلى الترفع عن الخلافات والتناحر و الصراعات العدائية من أجل التوحد لمواجهة الأخطار و التحديات الكبرى.
ومن يشتغل صباح مساء على تنفيذ أجندة التقسيم و زراعة بوادر الحقد والكراهية بين البلدين والتخطيط للمكائد ووو.
بغض النظر عن التقارير التي يتوصل بها الملك محمد السادس من المؤسسات الرسمية التي بناء عليها يصدر قرارات سيادية فإن قائد البلاد يجب عليه كذلك التوفر على حاسة سادسة أو بمعنى أدق رادار يمنحه إشارات قوية بالشئ المناسب الذي يجب عليه فعله فلا جدوى من إضاعة الوقت الثمين في قمة عربية لا يرجى منها خيرا ولن تقدم أي مخرجات إيجابية.
لهذا فإن الملك محمد السادس ليس لديه ما يفعله في الجزائر فعلا ليس لديه ما يفعله هناك .