لحسن معتصم
لا يروق لكثير من عقلاء هذا البلد الحبيب خطاب المزايدات الذي يروجه البعض عبر وسائل التواصل الاجتماعي، سواء المتواجدين خارج التراب الوطني او بعض من يوجد داخل الوطن.
مع كامل الاسف هناك تيار اخد بالتمدد ببلادنا يرى الأسبقية لمصالحه الضيقة على حساب مصلحة العامة، ينظر الى الاشياء من زاوية معالجته ولا تهمه الزوايا الاخرى، يتسابق للانقضاض على القضايا واستغلالها لعله يربح منها بعض النقاط ويطعن اعداءه وينتقم.
اعتقد ان هذا التوجه باطل مهما كانت مقوماته ودوافعه ومبرراته لاسباب كثيرة من بينها :
اولا: ان المغرب مغرب له هوية وله امتداد وله ثوابت وله خطوط تماس لا يمكن ولن يقبل لاي شخص او جهة أو دولة أو منظمة المساس بها ،هذا المغرب الحبيب صارع من اجله اجدادنا ضد الاستعمار، وسجل التاريخ بمداد من ذهب، بطولات المجد والفخر ، كنا إمبراطورية تخشاها الامبراطوريات، ووصلت امتداداتنا الى اقاصي المعمور، وسرنا على درب الانتصارات في محطات تاريخية بملكيتنا وبمرجعيتنا وبهويتنا. لذلك فإن المغاربة وان إختلفوا في مرجعياتهم وافكارهم، حينما يحسون بتهديد خارجي يتصدون بعزمهم لكل المؤامرات التي تحركها الدول الاعداء، وخير مثال ما يقع بأقاليمنا الجنوبية التي تحركه دولة وحيدة تكن عداء تاريخيا لبلدنا وتسعى لتشتيت شملنا، ووقف المغاربة احزابا سياسية ونقابات وصحافة ومجتمعا مدنيا وقفة رجل واحد ضد هذا العدو الذي يحرك عصابة من المرتزقة ويهدد امن وسلامة ابناءنا الذين يعيشون بالمناطق الجنوبية، وبالمناسبة فإن نعت وتوصيف العصابة ليس القصد منه اخوتنا الصحراويين الافاضل الشرفاء فهم من خيرة ابناء هذا الوطن وهم باخلاقهم وثقافتهم لا يظاهيهم احد والكل يشهد لهم بذلك انما هم جماعة من المرتزقة باعوا انفسهم لعصابات متخصصة في الحروب همهم الوحيد الاتجار بالبشر والسلاح ويسعون لزعزعة امن المنطقة.
ثانيا: ان هناك من يتلقى دعما خارجيا وتوجيهات من بلدان لها مصالح غير مصالحنا القومية، فلذلك، يبقى خطابهم ذات مرجعية خارج سوار المرجعية الوطنية. والمشكلة ان المواطنين العاديين ليس بمقدورهم معرفة هؤلاء وتمييز الوطنيين من غيرهم والصادقين من المحتالين والبياعة، لكن قد يساعد التحقيق مع كل من تخابر مع دول أجنبية للمس بسلامة الدولة على ذلك، واجهزتنا لها مايكفي من الدلائل والحجج للاثبات، وخير دليل ما قدمناه لايران حينما تورطت مع كامل الاسف في تدريب افراد من عصابة البوليزاريو، ومدهم بالسلاح والاشراف على تكوينهم ، والامثلة كثيرة. لذلك يجب الحذر في التعاطي مع بعض الخطابات التي تنشر على وسائل التواصل الاجتماعي أو على منصات اليوتوب وعدم الانسياق وراءها والبحث عن طبيعة مروجيها وعن مرجعياتهم وعن نواياهم الحقيقة.
ثالثا، وإن اتفقنا حول قضية وجود اختلالات ووجود فساد بمختلف القطاعات، تتسبب في ظلم مس عددا من المواطنين، فإن هذا لايمكن ان يكون وسيلة لابتزاز الدولة اذ هناك أشخاص فعلا تعرضو للظلم من طرف مسؤولين مدنيين او امنيين لكن ليس من قبل الهيئات والمؤسسات، لانه الجميع يعرف ان المافيات والعصابات تتوغل داخل المؤسسات الحكومية. ونشير إلى أن هذه الظاهرة ليست فقط بالمغرب بل في كل الدول حتى التي توجد في قائمة اللائحة من حيث مسلسل الدمقرطة. في اعتقادي، فإن بعض الذي يستغلون مشاكلهم الشخصية لاشاعة خطاب اليأس والتجريح والضرب في وطنهم مختلون عقليا او لديهم نقص او ضعف او ما شابه. فهل يعقل ان يسب ابن امه مهما فعلت فيه علانية؟ فهل يعقل ان يتسبب غضب الفرد من عائلته او والديه في تخصيص عشرات الاقراص المسجلة للسب والشتم وكشف كل الحقائق الداخلية لبيته؟ هل يصل الامر بدركي او رجل أمن او موظف او سياسي تعرض فعلا لظلم ان يتحالف مع عدونا وينقض على اخطائنا وهفواتنا ويسخرها لخدمة قضيته الخاصة؟ بل كيف يعقل لصحفي كان بالأمس القريب يعيش بيننا معززا مكرما فلما اختلف مع مرؤوسيه تحول إلى القبلة الآخرى يسب اله وبيته بمجرد انه ظلم فعلا من قبل إدارته ؟
للحديث تتمة