سكينة قيش – متابعة
قال الحبيب شباط أن “دخول زعيم الانفصاليين إبراهيم غالي كان هو النقطة التي أفاضت الكأس فقط ذلك أن هناك ملفات عالقة منذ عقود، أبرزها موقف إسبانيا من الصحراء إلى جانب قضية سبتة ومليلية وملف الموريسكيون المسلمون وفي الأخير ملف الهجرة الإفريقية، كلها أسباب ساهمت في تأجج الأزمة بين الطرفين”.
وخلال مداخلة له في ندوة افتراضية نظمتها جريدة “24 ساعة” الالكترونية، في موضوع تداعيات الأزمة بين المغرب وإسبانيا شدد شباط على فكرة جوهرية تتلخص في أن “موقف الحكومة هو موقف الأحزاب المكونة لها، وفي الوثائق التنظيمية لهذه الأحزاب تتأرجح موقفها بين دعم ملف الصحراء ضمن المسار الذي تشرف عليه الأمم المتحدة وبين توطيد العلاقة مع الجمهورية الوهمية، ومدام هذا الموضوع متضمن في وثائق الحزب الرسمية فتغيير موقف الحكومة أمر صعب حاليا”.
كما لفت إلى أن “إسبانيا سوقت للاتحاد الأوروبي أن المغرب يستغل ورقة الهجرة، لكن في مقابل ذلك الدبلوماسية المغربية استطاعت تصحيح هذا وإظهار الوجه الحقيقي للازمة المتمثلة في ملف الصحراء واستقبال غالي ”.
وأشار ذات المتحدث إلى أن “المغرب ركز على غالي كمعيار لقوة الشراكة مع الجارة الشمالية وقراءة نسبة استيعابها للتحولات التي عرفها المغرب والإقليم ككل” مضيفا أن “وزيرة الخارجية في تعاملها مع قضية غالي أوقعت نفسها في ورطة كشفت عدم احترافيتها ”.
كما ذكر شباط بالدروس المستخلصة من هذه الأزمة والتي تتمحور في كون أن المغرب ليس دركي بالإضافة إلى أن المغرب الحالي ليس هو المغرب في الماضي وأن مشكلته مع الجارة وليس مع أوروبا.
وخلص في الأخير بخصوص استشراف أفق الأزمة مع الجارة الشمالية إلى استنتاج يصب في أنه “رغم الخلافات فإن المصالح المشتركة بين البلدين سواء الأمنية أو الاقتصادية تشكل عوامل رئيسية ستساهم في حل حالة الشد والجذب بين إسبانيا والمغرب لأن البلدان يحتاجان بعضهما البعض”.