24 ساعة – متابعة
في نونبر 2018، دشن المغرب خط القطار فائق سرعة، في نونبر 2018، واستقل حينها الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون القطار، الذي أُطلق عليه اسم “البُراق”، في الرحلة الافتتاحية لخط السكة الحديدية من طنجة إلى العاصمة الرباط.
ويوصف خط القطارات هذا بأنه الأسرع في القارة الإفريقية وهو يربط بين المدينتين (350 كلم) خلال ساعتين وعشر دقائق، بدل أربع ساعات و45 دقيقة سابقا. ومع مرور السنوات، بات المكتب الوطني للسكك الحديدية بالمغرب يتوفر على مخطط جد مهم على المدى المتوسط والبعيد الهدف منه هو تغطية التراب الوطني بأكمله بالشبكة السككية.
هذا المخطط يشمل ما يفوق 1300 كلم من الخطوط الجديدة فائقة السرعة و3300 كلم من الخطوط السككية الكلاسيكية. لذلك، فإن مشروع القطار فائق السرعة الدار البيضاء-مراكش- أكادير يمثل مخططا ضخما من شأنه تعزيز التكامل الجهوي والدفع بالاقتصاد الوطني. وفي ظل هذا المخطط، احتدم الصراع في الآونة الاخيرة بين الصين وفرنسا من أجل الفوز بهذا المشروع الذي سيحقق نقلة نوعية بالنسبة للمغرب والجهة التي ستقوم بإنجاز المشروى.
ويرى الدكتور ناصر بوشيبة، الخبير في العلاقات المغربية الصينية في تصريح ل”24ساعة”، أن علاقات تاريخية تربط كلا من المغرب والصين منذ فجر الاستقلال، حيث تم تأسيس علاقات دبلوماسية مبنية على الشراكة الاقتصادية ذات النفع المتبادل، مبرزا في ذات الوقت أن العلاقات السياسية تطورت خلال السنوات الاخيرة وتحولت إلى علاقة اقتصادية قوية بدليل حجم الاستثمارات في بلادنا.
وأوضح بوشيبة، أن المغرب يؤمن بتنويع الشراكات الاقتصادية، ونجاح الشركات الصينية في المغرب، يعطي مؤشرات إيجابية لباقي الشركات العملاقة الصينية للاستثمار في المملكة، باعتبارها وجهة استثمارية توفر الظروف الملائمة لنقل وحدات صناعية هامة للمغرب.
وأضاف الخبير المغربي، أن علاقات اقتصادية قوية تربط بين المغرب والصين، تمت ترجمتها سنة 2016 من خلال التوقيع على أكثر من ثلاثين اتفاقية إضافة، إلى التوقيع على ثلاث اتفاقيات بخصوص تطوير توزيع اللقاح المضاد لفيروس كوفيد-19، حيث كان المغرب أول مستورد للقاح سينوفارم من الصين على المستوى الأفريقي، مما يعكس بجدية حجم الثقة بين البلدين تحت قيادة الملك محمد السادس. في ذات السياق أكد الخبير الدولي أنه لأجل استقطاب أكثر من الاستثمارات الصينية في بلدنا، يجب بدل المزيد من الجهود لملائمة الثقافة المقاولاتية الوطنية لحاجيات الشركات الصينية، وتفعيل التحفيزات التي يتضمنها قانون الاستثمار.
في هذا الإطار، أورد بوشيبة أن النقاش الدائر بخصوص القطار فائق السرعة واحتدام الصراع بين الصين وفرنسا للفوز بالمشروع، حيث دخلت الصين رسميا سباق بناء خط القطار السريع في المغرب، كاشفة عن رغبتها في تعزيز تعاونها مع الرباط في مجال النقل واستعدادها لتمديد خط البُراق الذي يربط حاليا بين طنجة والدار البيضاء، وإيصاله إلى أكادير،(النقاش) يجب أن يصب نحو منحى أكثر ايجابية، مبرزا أن هذا المشروع هو خيار استراتيجي للمملكة، يجب أن يستفيد المغرب منه بشكل يشرك الطاقات والكفاءات المغربية داخل وخارج أرض الوطن، كما أكد على ذلك الملك في خطابه الأخير.
وخلص بوشيبة رئيس جمعية التعاون الافريقي الصيني للتنمية (ACCAD)في حديثه ل”24 ساعة”،بالقول، أن الصينيون يهتمون بالمغرب، ويعون جيدا أنه ينعم بالاستقرار وبظروف مواتية للاستثمار، حيث تعد المملكة، وجهة مثالية للصين لولوج السوق الواعدة لغرب إفريقيا.