حاوره عزيز ادريوشي _ بوزنيقة
في سياق زيارته إلى المغرب، أجرت جريدة “24 ساعة” الإلكترونية حوارا مع محمد بشير عبد الله، وزير المعادن السوداني. خلال هذا الحوار سلط الوزير السوداني الضوء على مجالات التعاون بين المغرب، وأفق تطويرها من خلال عقد اتفاقيات شراكة بين القطاعين الحكوميين في هذين البلدين العربيين والإفريقيين.
ما هي خلفيات وسياقات هذه الزيارة للمغرب، في ظل الظروف الحالية؟
الزيارة بالأساس تمت في إطار الاستجابة للدعوة التي وجهت لوزارة المعادن بالسودان من أجل تبادل الخبرات ونقل التجارب في مجال التعدين بدول المنطقة بشكل عام والدول المنتجة للمعادن بشكل خاص، وعلى رأسها المملكة المغربية. وقد سبق أن زرت في هذا الإطار دولة غانا ودول أخرى في المنطقة في إطار التمهيد لعقد مؤتمر القومي للتعدين فى السودان
تباحثم اليوم مع السيد عزيز الرباح وزير الطاقة والمعادن حول سبل تطوير وإشراك مجموعة الكفاءات في الطاقة والمعادن بين السودان والمملكة المغربية. تحدث لنا حول هذا اللقاء؟
اللقاء كان طيب جدا وبروح طيبة وبترحاب عالي جدا وكان ترجمة لإصرار الأخ الوزير لاستقبالنا رغم انشغاله و وجود ترتيبات جارية لتكوين الحكومة الجديدة. وقد أصر أن نجري المباحثات الجادة حتى في جو الانتقال الحالى وقد تباحثنا في كل الأمور الخاصة بنقل التجربة والاستفادة من التجارب فى المعاهد التعليمية الموجودة بالمملكة المغربية في مجال التدريب والتعدين. وفي هذه الزيارة سنقوم بزيارة يوم الغد وبعد الغد لكل المعاهد المختصة في التعدين، كما سنقوم بزيارة إلى مدينة مراكش للوقوف على الحقول الخاصة بشركة المناجم وهي شركة مستثمرة بالسودان ولديها سمعة طيبة وتواصلنا معها ممتد ، وبالتالي تعرفنا على تجاربها هنا بالمغرب وستسعى المناجم في المستقبل على إنشاء معهد للتعدين بالسودان ونحن نرحب بذلك وسنستفيد من خبرات الشركات المعنية بالتعدين بالمغرب وأيضا الدعم الكبير من المملكة المغربية.
سؤال بخصوص تطور العلاقات بين المملكة المغربية والسودان ، كيف يمكن استثمار هذه التجارب ونقلها إلي دول غرب إفريقيا؟
نعم توجد علاقات متميزة وتاريخية مع المملكة المغربية وقد ظهر ذلك اليوم في اللقاء مع السيد الوزير، وقد اتفقنا دراسة فرص للتعاون الاستراتيجي بين البلدين ، وأن نستفيد من موقع المغرب للاستفادة من صناعة الفوسفاط ونقل صناعاتها للسودان بالاضافة لاستكشاف الفرص فى السودان لغرض انتاجه فى السودان وتصديره، وسيكون السودان في المستقبل محطة التجارب وصناعة الفوسفاط في الدول الإفريقية المجاورة، وفي هذا الإطار تباحثنا بالتفصيل، كما توجد هناك برامج سيتم مناقشتها في المرحلة المقبلة، وقدمنا دعوة للوزير المرتقب والحالي لزيارة السودان من أجل حضور المؤتمر المزمع تنظميه في شهر نوفمبر القادم، وفي إطار التشاور المستمر في مجال المعادن والتعاون الاقتصادي بشكل عام.
تواجه المملكة المغربية والسودان تحديات مستقبلية في القارة الإفريقية بخصوص الاستثمار في الطاقات المتجددة والمعادن وأيضا في مجال الفوسفاط بشكل خاص، قبل أسبوعين وقع المغرب اتفاقية مع إثيوبيا ، هل ستكون هناك مستقبلا علاقات جيواستراتيجية للتغلب على التحديات التي تواجه القارة الإفريقية؟
نعم تحدثنا في الموضوع، وعن موقع المغرب وخاصة في صناعة الفوسفاط كأول دولة في العالم، والشراكات الإستراتجية المتوقعة في المرحلة المقبلة ، وسنعمل على الانفتاح على مستوى العالم وعلى الأشقاء وخاصة المغرب. وستستفيد المملكة المغربية من المناخ الجديد بالسودان، وسيتم فتح كل الأبواب للمملكة المغربية من اجل الاستثمار في مجال الفوسفاط وفي مجال المعادن بشكل عام، والسودان قام بتعديل قانون الاستثمار، والخارطة الاستثمارية بالسودان مفتوحة لكل دول العالم ألان، ونوجه الدعوة لكل الدول الشقيقة للاستثمار فى السودان وخاصة المملكة المغربية.
هل سيكون الاستثمار في المعاهد الموجودة في الدول الإفريقية التابعة لمكتب الشريف للفوسفاط ولمؤسسة مناجم؟ وهل سيتم الاستثمار في الجانب الأكاديمي والتكويني داخل السودان؟
نعم هذا صحيح قطاع التعدين بالسودان أصبح من القطاعات المهمة والحيوية كما أصبح القطاع بديل لقطاع البترول بعد انفصال دولة جنوب السودان ، وتراجع دوره بشكل كبير في الاقتصاد الوطني السوداني، هذا يجعل السودان في حاجة إلى تدريب الكوادر فى هذا المجال وأيضا لهذا الأساس أتينا إلى المغرب من اجل البحث عن مجالات التدريب الخاصة بالتعدين، وقد أكد لنا وزير الطاقة والمعادن أن هناك معاهد متخصصة في هذا المجال وسنستفيد منها ان شاء الله