ليلى اليوسي – الرباط
جائحة كورونا رغم كل مساوئها التي لا نختلف فيها ، فقد أبانت عن بعض الحقائق المخجلة و الصادمة في قطاعات عدة. فمنذ يومين خرج الرئيس الوطني للجمعية المغربية للمؤسسات الخاصة للتعليم العام في فيديو نشره على موقع اليوتوب يزبد و يرعد و يتوعد الآباء الذين امتنعوا عن آداء واجبات شهرأبريل، مايو و يونيو وذلك لما خلفته فترة الحجر من ضرر مادي لدى العديد من الأسر المغربية.
ففي بداية الفيديو قلل السيد الرئيس من أهمية المتفاعلين مع هذا الموضوع على مختلف شرائحهم و مستوياتهم المعرفية و الأكاديمية ،متهكما بالعزاب الذين اهتموا بالموضوع على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تناسى أنهم آباء الغد و انخراطهم في المجتمع ومشاكله شيء مستحب ومطلوب.
آخد السيد رئيس الجمعية الآباء والأمهات على التواصل عبر تطبيق واتساب، متهما إياهم بعدم احترام عادات و تقاليد المجتمع المغربي حيث حاول فاشلا بث التفرقة بين الأزواج، غير مبال بتطور مجتمعنا وتعاطي المواطن لوسائل التواصل الرقمية كغيره من ساكنة العالم.
كل هذا نلتمس فيه للسيد الرئيس عذر الضرر المادي الذي لحق به كغيره من المستثمرين..لكن ما لن يجد فيه مبرر هو تهديده لآباء التلاميذ بطريقة مافيوزية ، زاعما أن الجمعية التي يرأسها عملت على جرد ما أسماه ”لائحة سوداء سرية“ تتوفر جريدة “24 ساعة” الإلكترونية،تحمل أسماء التلاميذ الذين امتنع آباؤهم عن الأداء حتى يتم رفض تسجيلهم مستقبلا في كل مؤسسات التعليم الخاصة. أي قانون يسمح بمثل هذا السلوك اللاأخلاقي ؟ قوانين الأرض والسماء كلها أجمعت على تقديس حق الطفل في التمدرس بعيدا عن كل الحسابات الضيقة التي يخوضها رئيس هذه الجمعية .
لم يكتفي صاحب الفيديو بهذه الخروقات بل تطاول على قطاع التعليم العمومي ناعتا نساءه ورجاله بعدم الكفاءة رغم اعترافه أن كل رصيده المعرفي نابع من المدرسة العمومية.
ظروف الجائحة و الحجر الصحي انعكست سلبا على العائلات التي هي في غنى عن الضغط النفسي الذي يمارسه عليها قطاع التعليم الخاص، مستعملا في ذلك أطفالا يدين لهم المجتمع بالحق في التمدرس بعيدا عن كل الفوارق و المفارقات.