سناء الجدني-الرباط
إذا كان المغرب قد اختار النية شعارا ليس فقط في كرة القدم لكن أيضا في علاقاته الدولية. مادام أن المملكة لا تنظر إلى هذه العلاقات من زاوية المصالح الخاصة. بل من باب المشترك الإنساني الذي يبقى فوق كل اعتبار.فإن ما يجري اليوم في كواليس الاتحاد الأوروبي يؤكد أن هذه البنية بمختلف مؤسساتها ينعدم لديها حس “النية”. وتحضر لديها الكثير من خفافيش الظلام التي تدور في فلك الجهات التي يزعجها تطور هذه المملكة.
مناورات مفضوحة
ما نعيشه اليوم يستلزم أن نضع النقط على الحروف، وأن نقف بشكل جدي عند كثير من المصطلحات التي تؤطر علاقات المغرب ببعض الشركاء.. أن نقول بكل وضوح إن تلك الدولة الصديقة، التي لطالما اعتبر عدد من ساستها، أن المغرب شريك استراتيجي..أصبحت اليوم تناور بشكل مفضوح.
سنقولها بلغة أكثر وضوحا..فرنسا تلعب اليوم لعبة قذرة في الضغط على المغرب، حتى وإن كان هذا البلد لا يخضع لمنطق الابتزاز. هذا البلد يعرف جيدا أنه كلما تقدم وتطور، كلما تحركت جيوب المقاومة الخارجية من أجل كبح هذا التطور بمنطق استعماري متعال يعتبر هذه القارة مجرد خزان للمواد الأولية والسواعد البشرية.
نواب الإسبان يقفون ضد إدانة المغرب
لقد باتت اليوم فرنسا تلعب بشكل مفضوح أدوارا لم يكن باستطاعتها أن تلعبها سابقا.. لكن مع خروج بريطانيا من الاتحاد، أصبحت باريس تناور بشكل كبير، بل إنها تقف بطريقة مكشوفة خلف عدد من القرارات التي تستهدف المملكة.
ولعل المثير في هذه المعادلة هو كيف وقفت عدد من النواب الإسبان في البرلمان الأوروبي ضد هذه الإدانة للمغرب، وكيف خرج رئيس الوزراء الإسباني بيدرو يانشيز ليؤكد رفضه لهذا الموقف..وفي المقابل، التزمت فرنسا الصمت، ودفعت بأحد المكلفين بالتواصل مع العرب ليخاطبنا بلغة استعمارية قائلا “المغرب يعرف موقفها من الصحراء”.
جرائم استعمارية
نعم نحن نعرف موقفكم ما ظهر منه وما بطن..ونعرف أيضا أن هذا البلد الذي تورط في جرائم استعمارية يشهد عليها التاريخ البشري، ولازال إلى اليوم يتدخل في الشؤون الداخلية للدول الإفريقية ويشعل نيران الحقد والكراهية والنزاعات المسلحة، هو اليوم الذي يضع يده مع يد القابلة من أجل تدبيج قرارات يظن أصحابها أن ستركع دولة ضاربة جذروها في التاريخ..لكن هيهات هيهات.