عادل الزبيري
في المفاوضات الليبية في منتجع الصخيرات في ضواحي العاصمة المغربية الرباط، بدأت الصداقة مع عبد المنعم العمراني، في تغطية ماراطونية لأول مفاوضات مباشرة بين الطرفين الليبين في لصراع السياسي في بلاد عمر المختار.
بعد أن كان أول لقاء عابر في الحملة الانتخابية لتشريعيات 2007، التي أتت بعباس الفاسي وزيرا أولا في المغرب، كان لقاء تعارفيا في المغرب التاريخي لحزب الميزان في باب الحد في العاصمة الرباط.
عندما كنت طالبا في المعهد العالي للإعلام والاتصال في العاصمة المغربية الرباط، تعرفت على سيدة بشوشة، وكريمة في العطاء، خبروني أنها ابنة مدينتي الحسيمة، وأنها مديرة مكتب مجلة سيدتي في المغرب.
في التغطيات الصحافية الكبرى، يظهر صحافي باسم المحيا أيضا، يصر على تحية الجميع، يتحدث بصوت خافت، ولكنه رجل مؤدب جدا، عرفت لاحقا مساره المهني الطويل في عاصمة الضباب البريطانية، مدينة لندن.
جمعتني بالسي حسن، لقاءات ولقاءات، خصوصا في الناصية أسفل فندق المنتهى، قبالة محطة القطار الرباط المدينة، نقاشات ونقاشات، وتحليلات تليها استنتاجات.
امتد العمر إلى أن صارت سميرة أختا عزيزة، لأنها امرأة بألف ألف رجل، امرأة أمازيغية حرة، تعلمت منها ولو من بعيد، قيما إنسانية نبيلة، أهمها العطاء والعطاء، لأن العطاء سبب في البقاء.
لا تمكن التغطيات الصحافية الميدانية من التعرف على الزملاء عن قرب، ولكن خلال عقدين اثنين من العمل الصحافي المهني الميداني، عرفني العمل الميداني على جيل من المخضرمين من الصحافيين، خبروا الاشتغال في بلاط صاحبة الجلالة، وأصبحوا قناديل تنير لمن رغب في الاستفادة، من تجربة مهنية مغربية، عصارة لسنوات من التعب.
لا يمكن الحديث عن سميرة مغداد من دون تذكر حوارات صحافية فريدة من نوعها، مع الأميرات شقيقات العاهل المغربي الملك محمد السادس، فمحاورة الأميرات، كما أحب أن ألقبها، سيدة تستحق كل عرفان، لأنها رسمت صورة ذات مصداقية لكل العالم العربي، على صفحات أهم مجلة نسائية باللغة العربية في العالم العربي.
لا يغيب الصديق حسن العلوي عن اللحظات الكبرى، يرافق فريقه الميداني، يشتغل على تفاصيل إنجاز المهمة الصحافية، اشتغل في زمن العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني، واشتغل في عهد الملك محمد السادس، يعرف المغرب مثل كف يده.
يعرف سي حسن عقلية وكالات الأنباء العالمية، يعرف كيف يركب قصة تلفزيونية، من أي مكان في المغرب، خبر العالم الأنجلوساكسوني طويلا، فعاد لتقديم خبرته بتوقيعه تقارير لوكالات عالمية من المغرب وعن المغرب.
يميل عبد المنعم كثيرا إلى حب مدينة العرائش، بطريقة خاصة، مثل أي شمالي مغربي، جاءت به تصاريف القدر إلى الرباط، قبل الهجرة المهنية صوب بلاد الخال سام، وقبل الرجوع إلى مواطئ القلب في المغرب.
يحب الزميل الصديق حسن العلوي ارتداء قبعة تحمل توقيع خاصا به، تجعله مميزا وسط الصحافيين خصوصا في الرحلات الميدانية، في خارج العاصمة الرباط.
فيما تعشق الصديقة سميرة حي حسان، حيث بيتها، وتتحدث الأمازيغية بطلاقة لأنها ابنة الحسيمة، ولا تتردد في القفز في البراق للوصول إلى طنجة، للارتماء في أحضان الدفئ العائلي في مدينة طنجة العالية، لأنها الغالية على القلب.
تشاء الأقدار أن يصعد سي حسن وسي عبد المنعم وللا سميرة، في ليلة واحدة، إلى منصة واحدة، لتسلم درع تكريمي تاريخي، تتويجا لمسار مهني، في الصحافة المغربية المعتمدة.
تعود للا سميرة إلى منزلها من أجل راحة مستحقة بعد تتويج مستحق، لأنها تعرف أنها محاطة بالكثير من الحب من أصدقاء وصديقات، لا يعرفن إلا سميرة صاحبة العطاء من أجل البقاء.