موازاة مع حضور 50 شابا وشابة يتحدرون من الأقاليم الجنوبية للمملكة للسنة الثامنة على التوالي، في معسكر في ولاية بومرداس الجزائرية، يشارك عدد من الطلبة الذين يدرسون في جامعات مغربية في تدريب عسكري في منطقة “تفاريتي”، خلف الجدار الأمني المغربي، بإشراف قيادات عسكرية لميليشيات الجبهة الانفصالية.
ويدخل المعسكر في إطار ما يسمى أشغال الجامعة الصيفية للأطر الشبابية والطلابية أو “جامعة الناجم محمد سالم عالي”، المنعقدة تحت شعار “الشباب والطلبة.. قوة مجندة لدعم جيش التحرير الشعبي الصحراوي”، والتي يشارك فيها أزيد من 200 شاب وطالب لمدة أسبوع في “تفاريتي”، التي تدعي الجبهة الانفصالية أنها “محررة”، وهي الجامعة التي انطلقت يوم الثلاثاء المنصرم.
وأكدت صحيفة صحيفة” الأحداث المغربية”، نقلاً عن مصادر إعلامية مقربة من الحبهة الانفصالية، مشاركة الوفد الطلابي في معسكر ولاية بومرداس، دون أن تكشف عن عددهم ولا أسماءهم ولا المدن التي قدموا منها، إلا أنه من غير المستبعد أن يكونوا ضمن الوفد الذي يضم 50 فردا من انفصاليي الداخل، الذين حلوا في الأسبوع المنصرم بمدينة بومرادس الجزائرية لحضور ملتقى للبوليزاريو ترعاه السلطات الجزائرية في هذه الولاية في إطار ما يسمى “فعاليات الجامعة الصيفية”، وهي موعد سنوي أشبه بـ”معسكر” لتأطير الانفصاليين، مدنيين وعسكريين، في الداخل والخارج وفي مخيمات المحتجزين وتكوينهم في آليات التكالب ضد الوحدة الترابية للمملكة ومعاكسة جهودها لإيجاد تسوية سياسية للنزاع المفتعتل في الصحراء المغربية.
ولم يخف المصدر ذاته أن الهدف من خضوع الطلبة القادمين من الأقاليم الجنوبية للمملكة هو ما تسميه “تغدية القدرات الصاعدة وتمكنها من لعب دورها النضالي بمختلف الأساليب المشروعة”، وأضاف أن أشغال الجامعة الصيفية للأطر الشبابية والطلابية ستتواصل من يوم 14 إلى 21 من غشت الجاري وأنه “ستتخللها العديد من المحاضرات والتدريبات والأنشطة العسكرية في منطقة تفاريتي”. كما ستشرف عليها ما تسميه “الناحية العسكرية الثانية”.
يأتي هذا في وقت حلّ، يوم الخميس المنصرم، 50 شابا وشابة يتحدرون من الأقاليم الجنوبية للمملكة، وتم انتقاؤهم من طرف هيئة تسمى “أمانة المدن المحتلة”، المتكونة من 16 شخصا، والتي وجهت لها انتقادات مؤخرا بسبب فشلها في إشعال الاحتجاجات في الأقاليم الجنوبية بعد انتهاء المتورطين في جرائم مخيم “أكديم إزيك” رغم الأموال التي تغدق عليها ومصدرها المساعدات الإنسانية الدولية للمحتجزين في مخيمات تندوف أو الدعم المباشر للدول المناوئة للوحدة الترابية للمملكة.
وتحضر هذا الملتقى السنوي، الذي اعتاد على استقبال أعداد من الشبان والطلبة من ساكنة الأقاليم الجنوبية للمملكة الموالين للطرح الانفصالي والمعروفين بإثارة الشغب في مختلف مدن الجنوب المغربي، كل سنة، الإطارات المدنية والعسكرية للبوليساريو، ويؤطرها أساتذة ومختصون من الجامعات الجزائرية ومسؤولون من الجبهة الانفصالية.
وسيمتد لقاء هذه السنة من الحادي عشر إلى الثالث والعشرين من غشت الجاري، وسيخصص -على غرار السنوات المنصرمة- لغسل أدمغتهم وتحريضهم ضد بلدهم، ولذلك اختيرت له مواضيع منتقاة بعناية، تخصص لتكوين كتائب الانفصاليين وتزرع فيهم عقيدة الجحود ضد وطنهم الأم المغرب. وحضرت قيادات الجبهة الانفصالية، ومنهم عبد القادر الطالب عمر، الوزير الأول في الجمهورية الوهمية، الجلسة الافتتاحية في بومرداس، إلى جانب المدعو سعيد العياشي، الذي يترأس ما يسمى “اللجنة الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي”، وهي التي تتكلف بمصاريف التنقل والمبيت للجميع، فعاليات الجامعة الصيفية”، وهي موعد سنوي أشبه بـ”معسكر” لتأطير الانفصاليين، مدنيين وعسكريين، في الداخل والخارج وفي مخيمات المحتجزين وتكوينهم في آليات التكالب ضد الوحدة الترابية للمملكة ومعاكسة جهودها لإيجاد تسوية سياسية للنزاع المفتعل في الصحراء المغربية.