الرباط-قمر خائف الله
يعتبر الحمام المغربي أقدم تقاليد الإستحمام، فشعبيته لم يأفل نجمها مع مرور الزمن، بل على العكس فإن شعائر حمام بالمملكة المغربية كسبت محبين أكثر حماسا لها في كل ركن من أركان العالم.
ويتوفر المغرب على كافة الإمكانيات اللازمة لتجعل منه وجهة سياحية للسياح الراغبين في الاستمتاع بتقاليد الحمام المغربي الذائع الصيت على المستوى العالمي، حيث يزيد الإقبال على الحمامات المغربية من طرف السياح خلال فصل الصيف، بغية إكتشاف أسرار هذه الأماكن.
في هذا عبرت شقيقة، نجم كرة القدم العالمية، الدولي البرتغالي لاعب نادي النصر السعودي كرستيانو رونالدو، عن تفاجئها من تجربة الحمام المغربي، أثناء تواجدها بمدينة مراكش لقضاء العطلة الصيفية رفقة عائلتها.
وكتبت إلما شقيقة الأسطورة رونالدو “لقد ولدت من جديد، أنصح أي شخص يأتي لزيارة المغرب بأن يفعل هذا المساج، لا أعرف إذا كان الاسم صحيحًا ولكن اعتقد ان اسمه (أحمام) لقد جعل بشرتي كالحرير الخالص، الآن انا جاهزة للحفلة”.
ولقيت هذه التدوينة تفاعلا كبيراً من قبل متابعيها عبر مختلف العالم، حيث أبدى عدد من معجبيها إحجابهم بأسرار وشعائر الحمام المغربي، ومنهم من سرد تجربته السابقة، ومنهم من توعد في أول زيارة له للمملكة.
ويعد الحمّام من المرافق التي طبعت الثقافة الشعبية المغربية، منذ تاريخ بعيد، ومازالت، إلى اليوم، تحظى بأهمية ومكانة كبيرة في حياة المغاربة، نساء ورجال، وظهر ذلك جليا خلال الأزمة التي فرضتها جائحة “كورونا”، بعد قرار إغلاق الحمامات الشعبية في ذلك الوقت.
ويعتبر الحمام التقليدي من أهم المرافق الاجتماعية في التاريخ المغربي، حيث شكل جزءا من بنيان المدن المغربية العتيقة، بهندسته المعمارية المتميزة، فلا يكاد يخلو حي من الأحياء بالمغرب من حمام عمومي، ووفق آخر الإحصائيات، فإن عدد الحمامات في المملكة يصل إلى 13 ألفا.
وأجمع مؤرخون على أن الحمام التقليدي استطاع الصمود في وجه التحولات والتطورات التي شهدها المجتمع المغربي، على مر الأزمان، وظل محافظا على مكانته المميزة إلى جانب المساجد، والأفران التقليدية، في الموروث الشعبي للمملكة.