شارلي شابلان المغرب، الفنان الساخر عبد الرحيم التونسي، المعروف بعبد الرؤوف، يرقد في غرفة الإنعاش بأحد مستشفيات الدار البيضاء، بعد إصابته بوعكة صحية.
ونشر أسامة تونسي ابن الفنان الكوميدي والمسرحي عبد الرحيم تونسي، عبر تدوينة على حسابه الخاص بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، إن الحالة الصحية لوالده حرجة، بعد أن تم نقله إلى إحدى المصحات الخاصة في ساعة مبكرة الثلاثاء، حيث تم وضعه في غرفة الإنعاش.
أسامة ابن الفنان المحبوب لدى الجماهير المغربي، بدا متأثرا بحالة والده الصحية، وقال عبر فيديو مباشر على صفحته على “فيسبوك”، إن والده أصيب بوعكة صحية حرجة، استدعت نقله إلى المصحة.
وطلب أسامة تونسي في تدوينة عبر “فيسبوك” الدعاء لوالده المريض: ” دعواتكم بالشفاء العاجل للفنان عبد الرحيم التونسي وأب المغاربة قبل أن يكون والدي، بعدما أصبحت حالته جد خطيرة وضعف التنفس، وهو اليوم في المستشفى مند البارحة، الساعة 4:00 صباحا”.
ويجمع عبد الرؤوف بين البساطة والإضحاك والبراءة في التمثيل، اكتسب صوتا خاصا به وطريقة مميزة في الأداء، وشكلا مميزا في اللباس، على طريقة البهلوان. يمكن القول إنه مؤسس فن المسرح الساخر في المغرب، والذي فتح الطريق أمام فئة جديدة من الممثلين الساخرين، مثل الدسوكين والزعري، المصطَفين.
عروضه الفنية البسيطة كانت تجمع الأسر المغربية حول التلفزيون، أو حول شريط الكاسيط، وتدخل حالة من البهجة على الناس في زمن جميل لم تكن فيه وسائل الحضارة قد غزت المجتمع وجعلت الهم زادا يوميا للناس.
ونشرت تعليقات واسعة على الشبكة العنكبوتية حيث تشير إحداها إلى أن عبد الرؤوف لم ينل حظه كما ينبغي، في مجتمع لا يعترف بالطاقات، ما عدا الطاقة الشمسية، وتمتلئ الأوساط الفنية والثقافية فيه بكل أنواع الكيد والحسد والإقصاء والنفاق والمجاملة والسمسرة.
نتمنى الشفاء لهذا الرجل، تضيف التعليقات، ونتمنى أن تلتفت إليه وزارة الثقافة لتكريمه بما يليق، كرائد من رواد فن السخرية في المغرب، وأن تتم مؤازرته في محنته الصحية.
وازداد النجم الكوميدي عبد الرحيم التونسي المشهور بعبد الرؤوف يوم الخميس 27 دجنبر 1936 بسيدي فاتح بالمدينة القديمة رمى أولى خطواته على خشبة المسرح بداية الستينيات، حيث اشتهر الفكاهي الشاب حينها بلباسه الفضفاض المميز وبمظهره الطفولي وحسه الهزلي، الذي يشد إليه الكبير قبل الصغير.
ولمع نجم الرجل بعد سنوات قليلة، فأينما حل وارتحل الفكاهي تجمهر الناس من حوله وأنصتوا إليه بانتباه شديد، بل إن صالات المسارح كانت تكتض بالجماهير المحبة لشخصية عبد الرؤوف. هذا الأخير وجد في هموم الشارع المغربي كنزا ثمينا ينهل منه موضوعات سكيتشاته.
وأيام قليلة قبل مرض الفنان المحبوب كان ما زال وفيا لشخصية عبد الرؤوف، التي تختزل في جوهرها تاريخ الفن الفكاهي بالمغرب على مدى 50 سنة تقريبا.
عبد الرؤوف توفيت والدته وهو ابن ثلاث سنوات وكان رفقة ثلاث إخوته مما اضطر الأب إلى أن يتزوج.لإيجاد من يرعى أبنائه الأربعة
ولج الفنان مدرسة تسمى مدرسة أبناء أعيان المدينة وهي مدرسة ابن الرومي اليوم وهو ابن العاشرة من عمره بعدما كان يدرس فقط بالمسجد . لكنه سرعان ما غادر المدرسة مجددا والتحق ب «الصنعة» حيث ذهب عند ميكانيكي.
يعتبر المغاربة عبد الرؤوف خاصة ممن عاصروه وسمعوا له، أحد أهرام المسرح والكوميديا المغربية، لكنه يعاني اليوم معاناة مركبة عنوانها الإهمال والتهميش والإقصاء كما سبق وأن عبر للصحافة يوما.