معين شقفة
في الحكم في جميع الدول التي عصفت بها رياح التغيير و التي لم تكن الرياح في وقتها و هذا ما اوضحته النتائج الغير منظمة والغير مناسبة للتضحيات التي قدمتها الشعوب لأجل التغير المنشود و الذي لم يأت عن طريق الاخوان وكذلك لم تكن الجماعة هم الثمرة التي بحثت عنها تلك الشعوب التي دقت الخزان عبر ناقوس حمل صفة الربيع العربي .. تبخر هذا الربيع و انقلبت حالة الطقس و حملت الشعوب الى شتاء عاصف بالزوابع و الرياح الخماسينية التي أدخلتهم مع دولهم في أتون الفوضى والعبثية المطلقة.
لم تكن هذة الشعوب تريد الخلاص من حكم التوريث لتدخل ظلمات و ظلم الاخوان ، لم تضحي بخيرة أبنائها ليتربع اصحاب العشق الممنوع على كرسي ادارة شؤون البلاد والعباد لم تخرج الشعوب مطالبة بالتغيير بمعنى ان يتغير الجلاد و تبقى الشعوب هي المجلودة بسوط طاغي كان لا يصلي زال هو وحكمه ليأتي ديكتاتور أفضع منه ولكنه يصلي !! ، ليس من المنطق ان تكون كل هذة الشعوب مخطئة لانها رفضت جماعة الإخوان عبر صناديق الاقتراع – نعم لم تكن هذة الشعوب كلها خاطئة في تقييم حقبة حكم الاخوان التي كانت حاصيلتها صفر – ليست مخطئة كل هذة الشعوب التي أدلت بصوتها في عملية انتخابية اشرف و راقب عليها أبناء الديار و القريب والغريب و أفرزت صوت واحد يقول نعم لقد أخطأنا لقد أخطأنا حين اخترنا الاخوان ان يحكموا البلاد.
نعم أخطأنا حين اعتقدنا ان من سيحكمنا سيكونوا على نهج أبو بكر وعثمان كما كان يدعي الاخوان .. في هذا نعم أخطأت الشعوب حين صدقت مجرد شعارات بأن القادم هو حكم بسماحة الدين و أخلاق عالية لم تكن هذه الشعوب تصدق ان من كانوا يقولون في شعاراتهم بانهم يملكون برامج اقتصادية و سياسية و عسكرية ستنقل البلاد الى مصاف الامم والشعوب و الدول و في محصلة ذلك لم تجني هذة الامم الا ويلات حكم الفرد حكم مكتب الإرشاد حكم المرشد ، مشاريع الاخوان هي لهم هم وحدهم فالاخوان عقيدتهم لا تؤمن بالاخر و لا تحترم الاختلاف فأما معي واما حد السيف عليك ، حتى مقاومتهم مقاومة مشروطة يستخدمونها لمصالحهم و لما يخدم بقائهم الغير مرغوب في المثير من الاماكن مثل غزة و تونس ومصر والسودان والمغرب والاردن والعديد العديد من أماكن تواجدهم تجدهم خارج دائرة الاقتناع بهم و بوعودهم الشعاراتية لا اكثر و لو نظرنا بنظرة بسيطة جداً لكل قيادات الاخوان في كل البلدان ستجد جميعهم تغيرت أحوالهم مادياً بمجرد دخولهم حلبة العمل السياسي القانوني.
و هنا لابد أن تكون لنا وقفة وانتباه لان الاخوان لم يستفيدوا من اموال الدولة و دافعي الضرائب فقط بل استفادوا في انهم أجروا أكبر عملية غسيل أموال لتلك الاموال الطائلة التي كانوا يختزنونها منذ عملهم في ظلمات الليل وتحت مسميات وعناوين مهمة كجمعيات اهل الكتاب و مدارس للأيتام ومساعدات للأرامل وبناء المساجد وكل هذه المسميات التي كانت فعلاً تدر عليهم أموال طائلة ليس لهم بل لكي يقوموا بإيصالها لمن استحقوا من الفقراء والمساكين و المحتاجين ولكن للاسف تم استغلال و استعمال هذه الاموال بشكل دنيئ جداً ، لذلك تجدهم اعتلوا فوق ظهور الأحرار في معظم الميادين و سرقوا منهم ثورتهم ولكنهم نسوا ان الشعوب لا تنسى مهما مر الزمان ومهما عدت الايام فلابد لاشراقة يوم جديد تسقط ذاك القناع عن الوجوه العارية ليعود الحق لأهله فلابد من يوم معلوم تترد فيه المظالم أبيض على كل مظلوم أسود على كل ظالم و هذا اليوم آت لا محالة و هو بداية الصحوة من أفيون هذة الجماعة و هو نفس اليوم الذي سيكتب فيه انتهى زمن الاخوان بلا عودة.
صحفي فلسطيني مقيم في المغرب