العيون ـ متابعة
يشرع الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، في زيارة رسمية إلى العاصمة الصينية بكين، بدءا من الاثنين المقبل، يبحث فيها مع نظيره الصيني، شي جين بينغ، وكبار المسؤولين، حزمة ملفات ثنائية تخص العلاقات بين البلدين.
وحسب بيان للرئاسة الجزائرية فإن الزيارة تأتي بدعوة من رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ، وهي تدخل في إطار تعزيز العلاقات المتينة والمتجذرة وتقوية التعاون الاقتصادي بين الجزائر وبكين.
وسبرافق الرئيس الجزائري في هذه الزيارة وفد وزاري وعدد من مسؤولي الشركات والمؤسسات الاقتصادية الحكومية، ووفد من رجال الأعمال وكبرى شركات القطاع الخاص العاملة في مختلف المجالات الإنتاجية.
ملف انضمام الجزائر الى “االبريكس” حاضر
و يظل مسعى انضمام الجزائر إلى مجموعة البريكس، كملاحظ في المرحلة الأولى، وعضو كامل في المرحلة الثانية، خصوصاً عشية قمة مجموعة بريكس التي تعقد في بداية شهر غشت المقبل، إضافة إلى مسعى استفادة الجزائر من بنك بريكس للتنمية، الموجه لدعم مشاريع البنية التحتية في الدول الناميو، إحدى الأولويات المهمة في زيارة الرئيس الجزائري لبكين.
ملف انضمام الجزائر الى مجموعة بريكس يشكل أولوية كبيرة بالنسبة لتبون في خضم زيارته لبكين ، من منطلق أن الجزائر تراهن كثيرا على عضوية بريكس من أجل تحقيق مكسب دولي يتم توظيفه في المسار السياسي الداخلي المقبل بعد مرور نحو عام ونصف العام على انتخابات رئاسية. واستغلال الأمر ايضا في المسار السياسي الخارجي بهدف تبديد فكرة عزلة الجزائر على الصعيد الدولي.
و يرى مراقبون أن الجزائر لم تستوفي الشروط الاقتصادية للانضمام إلى بريكس وعلى رأسها حجم الناتج الداخلي الخام الذي لا يتجاوز سقف 170 مليار دولار، وهو ما كان قد أشار إليه الرئيس الجزائري بتأكيده أن الانضمام إلى بريكس يتطلب مواصلة الجهود في مجال الاستثمار والتنمية الاقتصادية والبشرية، والانتقال إلى مستويات أعلى في التصدير، وأيضا زيادة الناتج الداخلي الخام إلى ما فوق 200 مليار دولار.
تبون في بكين بعد موسكو
زيارة تبون لبكين تأتي بعد نحو شهر من زيارة موسكو، وفي وقت تواجه فيه الجزائر ضغوطا غربية متصاعدة تطالبها بتخفيف العلاقات مع بكين وموسكو، والتي باتت تشكل فعلا مصدر قلق كبير لاسيما في ظل حالة الاستقطاب التي يشهدها العالم حاليا.
ويتوقع مراقبون أن تشكل زيارة تبون إلى بكين فرصة لتوسيع التعاون بين البلدين إلى المجال العسكري والتسليح، بعد إبداء الجزائر رغبتها في التزود بمنظومات دفاعية من خارج السوق الروسية، وأبدت ميلا إلى التكنولوجيا الصينية، لاسيما فيما يتعلق بالطائرات المسيرة، حسب ما أوردته تقارير محلية.
ويسود لدى المتابعين إجماع على أن الصين التي تنفذ تغلغلا ناعما في أفريقيا تنأى بنفسها عن النزاعات والصراعات الدبلوماسية، عكس قوى إقليمية ودولية أخرى عادة ما توظف منطق القوة والنفوذ القسري، كما هو الشأن بالنسبة إلى فرنسا وروسيا اللتين تمارسان ضغوطا على الجزائر منذ بداية الصراع بينهما في أفريقيا كامتداد لما هو جار في أوكرانيا.
في ذات الصدد يقول المحلل الجزائري، عثمان لحياني، هذا الغرب سيقول كلاماً كثيراً، عندما يزور تبون بكين، ويلتقي الرئيس الصيني شي جين بينغ. عندما التقى الزعيم التاريخي للصين ماو تسي تونغ رئيس حكومة الثورة الجزائرية فرحات عباس خلال زيارته إلى بكين، في شتنبر 1960، قال إن “الصين ترى الجزائر جزءا هاماً من الجبهة الموحدة ضد الإمبريالية”. ما هو مهم الآن هو كيف ترى الصين الحديثة الجزائر الآن؟