24ساعة-متابعة
بدأت مدينة مراكش في العودة إلى حالتها الطبيعية، وحركيتها المعهودة، وتضميض جراحها، بعد واقعة الزلزال المُفجع الذي أرخى بظلاله عليها، وتسبب في خسائر مادية وبشرية في إقليم الحوز وأقاليم أخرى من المملكة.
وخلال الساعات القليلة الماضية، رصدت عدسات الهواتف، عودة الأنشطة السياحية إلى المدينة الحمراء، بساحة جامع الفنا، والأماكن التاريخية، والبزارات التي تستقبل السياح من كل بقاع العالم، بالرغم من الوجع العميق الذي مازال يحمله معظم سكانها.
لا يزال الخراب والركام في كل مكان بالقرب من الساحة الشهيرة، يشهد على ليلة مأساوية عاشتها الساكنة المحلية لمراكش جراء الزلزال، إلا أنه تم بالقرب منها تزيين المحلات وعرض السلع التقليدية، وتقديم الأكلات الشعبية التي تعرف بها المدينة، وتوزيع ضحكات وحكايات تخفي الجراح الذي تركه الزلزال المدمر.
وبعد واقعة الزلزال لم تعد مراكش تلك المدينة الشهيرة التي اعتاد العالم على فرحها، إذ تحولت الساحات في ليلة وضحاها من وجهة للاستجمام إلى ملجأ لخائفين يبحثون فيها عن ملاذ آمن للنجاة من كارثة تتربص بمنازلهم التي يراها عدد منهم آيلة للسقوط، فيما ينتظر آخرون استقرار الوضع والتأكد من سلامة مساكنهم.
ومنذ صباح يوم السبت الماضي، غابت البسمة المعتادة من على ملامح ساحة جامع الفنا القلب النابض لمدينة مراكش، وغاب عنها أفراد عائلتها التاريخية من رواة الحكايات الشعبية والبهلوانيين ومروضي الأفاعي ولم يعودوا إليها إلا بعد إستقرار الوضع، لزرع الأمل والبسمة على وجوه السياح الوافدين عليها وسكانها الأصليين.
ومن الأسوار العائدة إلى القرن الثاني عشر ومسجد الكتبية التاريخي، تعرضت المدينة القديمة في مراكش ومواقعها المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي إلى أضرار بسبب الزلزال العنيف الذي ضرب هذه المنطقة السياحية المغربية.
وفي المدينة القديمة لمراكش الممتدة على مساحة 700 هكتار، بدت الأضرار مروعة في بعض الأماكن جراء الزلزال حيث دُمّرت مساكن، وارتفعت بعض أكوام الركام لأمتار عدة في الأزقة، وتهدّم جزء من الأسوار العائدة للقرن الثاني عشر المحيطة بالمدينة التي بنتها سلالة المرابطين نحو عام 1070.