يوسف المرزوقي- الرباط
وجهت أشهر صحيفة اقتصادية بريطانية انتقادات حادة للنظام الجزائري. ورسمت صورة قاتمة عن الوضع في الجزائر. الذي تمتع فيه الجيش بسلطة القرار. حيث تحكم قبضتها على القرارات السياسية والاقتصادية. وعلى رسم السياسات الاجتماعية.
وكشفت أسبوعية ”ذي أكونوميست” البريطانية؛ في مقال تحت عنوان ”لماذا كان النظام الجزائري الفاسد محظوظاً؟”.؛ أن الأداء الضعيف للاقتصاد الجزائري، وريع الغاز، والوضع الاجتماعي المتدهور بسرعة، وضعف ترسيخ القوى الديمقراطية في المجتمع. كلها عوامل تجعل الجزائر في خطر.
وأفادت الصحيفة البريطانية؛ ذات الصيت العالمي، أن الوضع داخل المجتمع الجزائري يمكن تلخيصه في كلمين ”الحكرة والحريك”. الأول يتمثل في مجموعة من المشاعر المظلمة لدى الشباب الجزائري. تتلخص في الإحساس بالإهانة والقمع وغياب الكرامة. والثاني ينبني على تزايد عدد الجزائريين الراغبين في الهجرة ولو بطرق غير مشروعة. من أجل خياة أفضل خارج البلاد.
ثلاثة عوامل تؤخر الانفجار
أورد المنبر الإعلامي البريطاني أن هاك ثلاثة عوامل أساسية تؤخر؛ في الوقت الحالي الانفجار الداخلي في الجزائر. وهي ارتفاع أسعار الغاز والنفط؛ التي تمثل 90 في المائة من العائدات الخارجية. وعوامل داخلية مرتبطة بذاكرة العشرية السوداء والمجازر المرتكبة ضد المدنيين في التسعينات. وثالثا السيطرة المطلقة والخانقة للجيش وأجهزة الأمن على الوضع.
وبعيدا عن النفط والغاز، فإن الاقتصاد الجزائري ”رديء” وتضيف الأسبوعية أن أكبر شركة ”سوناطراك’‘، هي عملاق للغاز ”أسيء إدارته” ويسيطر على قطاع الطاقة.
وأبرزت أن النمو الاقتصادي في الجزائر متخلف عن الركب. ونسبة البطالة التي تفوق 15 في المائة لا تزال متفشية بين الشباب
وأوردت أن قانون الاستثمار في البلاد الذي صدر سنة 2019. شهد حالة جمود. وكان سيلغي سيطرة الدولة والشركات المملوكة لها على هذا المجال.
وأشارت إلى أن السبب في ذلك هو أن صناع القرار في الجزائر لا يزالون ينظرون بعين الريبة؛ إلى البنوك الغربية وصندوق النقد الدولي.
كورونا تنقذ تبون
كشف مقال الجريدة أن نظام عبد المجيد تبون لم ينقذه من إعصار الاحتجاجات. إلا ظهور كوفيد -19 عام 2020. الذي تسبب في جمود الحراك. وأيضا ارتفاع أسعار الغاز والنفط مما سمح للدولة بدعم المواد الغذائية الأساسية. والكهرباء وزيت الطهي والبنزين والسكن.
ويصف المقال حالة حقوق الإنسان في البلاد بـ “المؤسفة”. ويذكر أن الإعلام الرسمي ”متملق ومثير للشفقة”. بينما يُنظر إلى الصحافة الغربية على أنها معادية وإعلام المعارضة. والحراك على أنه “مخترق من قبل الموساد. جهاز المخابرات الإسرائيلي، وغالبًا ما يكون على مأجورا من قبل المغرب “.
وأفادت أن التصريحات الرسمية مليئة ”بعداء مهووس” تجاه المغرب، ومليئة بمزيج من “مزيج من التباهي والبارانويا”.
وأشارت إلى أن هناك ”ثباتًا مستقرا في الإعلام الرسمي الجزائري. مبني على “الهوس الشديد تجاه المغرب المجاور، خاصة وأن الرياح الدبلوماسية تجري ضد على نظامها في مؤامراتها لصالح البوليساريو”.