حاوره: محمد أسوار
تحل نائبة وزير الخارجية الأمريكي، ويندي شيرمان، بالمملكة المغربية، يومي 8 و9 مارس الجاري.
وتأتي زيارة المسؤولة الأمريكية إلى الرباط، في إطار جولة متوسطية تبدأ من تركيا وتنتهي في مصر مرورا بكل من إسبانيا والمغرب والجزائر.
وللوقوف عند خلفيات زيارة المسؤولة الأمريكية إلى المغرب؛ أجرت ”24 ساعة” حوارا مع الخبير في العلاقات الدولية، الدكتور سعيد الصديقي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، هذا نصه:
في أي سياق تأتي زيارة نائبة أنتوني بلينكن إلى المغرب؟
تندرج هذه الزيارة في إطار الحملة التي تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها لعزل روسيا سياسيا، ونظرا لأن المغرب لايزال يحافظ على نفس المسافة بين مختلف الأطراف، وقد ظهر هذا واضحا في بيان وزارة الخارجية المغربية يوم 26 فبراير الماضي، وأيضا في غيابه عن جلسة التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ونحن نعرف بأن المغرب يظل شريكا سياسيا واقتصاديا وعسكريا مهما للولايات المتحدة الأمريكية. إذن هذا الموقف جعل الإدارة الأمريكية تنتبه إليه، وربما لم تكن تنتظره. هذه الزيارة، إذن؛ الهدف منها حشد الدعم للسياسة الغربية ضد روسيا، بمعنى تندرج ضمن هذه الحملة الواسعة ضد غزوها لأوكرانيا.
هل تعتقدون دكتور الصديقي أن المغرب يمكن أن يغير موقفه مما يجري بين روسيا وأوكرانيا أم سيظل متشبثا بموقفه الراهن؟
نحن الآن في مرحلة صعبة والأزمة الأوكرانية يكتنفها الكثير من الغموض، فيما يتعلق بمآلها خلال الأيام القادمة، لذلك نتفهم الموقف المغربي ونفهمه في هذا السياق، ونحن نعلم أيضا بأن المغرب له علاقات قوية مع الغرب وأمريكا ولكن ايضا كانت له علاقات سياسية واقتصادية جيدة مع روسيا، والأخيرة لم تكن معادية للمغرب طيلة السنوات الأخيرة، خصوصا فيما يتعلق بقضية الصحراء، وكان للمغرب أن يتخذ هذا الموقف الواقعي الحذر.
على ضوء جوابكم هل سينحاز المغرب لأمريكا أم روسيا في حالة حسم موقف ما؟
تطورات الأحداث خلال الأيام المقبلة، إذا تأزم الوضع العسكري والإنساني، وكانت هناك حملة غربية، استمرت بهذا الشكل وزادت، فأنا أتوقع بأن المغرب قد يُلين موقفه الحالي، ويكون أقرب للغرب منه إلى روسيا، لأن المغرب في جميع الأحوال يظل الغرب، وعلى رأسه أمريكا، الشريك الأقتصادي والسياسي والعسكري، أكثر مقارنة بعلاقاته مع روسيا، ونحن نعلم أن الأخيرة تقاتل وحدها وليس لديها حلفاء في هذه المعركة، وحتى شركاؤها الآخرين تظل مواقفهم فيها الكثير من البراغماتية، والمغرب في هذه الوضعية، إذا أستمرت الأزمة، أظن أنه سيلين موقفه إذا اضطر إلى ذلك، ويكون أكثر وضوحا أكثر مما عليه الآن.