أجرى الحوار: عبد الرحيم زياد ـ العيون
كشف المبعد الصحراوي من مخيمات تندوف “مصطفى سلمى ولد سيدي مولود” في حوار خص به جريدة “24 ساعة” الالكترونية، أن ما تقوم به جبهة البوليساريو في منطقة الكركرات، هو محاولة لخلق توتر يسترعي انتباه الأمم المتحدة من أجل كسب نقاط في قرارات مجلس الأمن، وأكد مصطفى سلمى أن جبهة البوليساريو اليوم في أضعف حالتها، وعجزت عن تقديم حل للصحراويين بعدما رهنتهم بأجندات خارجية بات من الصعب الخروج عليها. مؤكدا أن النظام الجزائري يرى في البوليساريو حاجة لتحقيق بعض من مصالحه في المنطقة، كما بسط مصطفى سلمى في ذات الحوار وجهة نظره حول عدد من المستجدات التي شهدتها الساحة الصحراوية داخليا وخارجيا.
ما رأيكم في الاستفزازات التي تقوم بها جبهة البوليساريو بمنطقة الكركرات والمتزامنة مع عقد مجلس الأمن الدولي لجلسات مناقشة ملف الصحراء ؟
ما تقوم به جبهة البوليساريو و أنصارها في منطقة الكركرات، في فترات نقاش النزاع في الأمم المتحدة، هو محاولة خلق توتر يسترعي انتباه الأمم المتحدة من أجل كسب نقاط في قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالنزاع.
ماهي قراءتكم لمضامين تقرير الأمين العام للأمم المتحدة المرفوع مؤخرا لمجلس الأمن الدولي؟
تقرير الأمين العام لم يأت بجديد على العموم و يكاد يكون نسخة طبق الأصل من تقريره الماضي الذي انزعجت منه جبهة البوليساريو، و قررت مراجعة تعاطيها مع الأمم المتحدة. فهو يعزز مكاسب المغرب من قبيل التمسك بالحل السياسي الواقعي المتفاوض عليه، و يلغي الاستفتاء ضمنيا. يطالب احترام حركية الحركة في الكركرات، ويطالب جبهة البوليساريو باحترام التزامها بعدم نقل منشآت إلى شرق الحزام. و كلها نقاط تصب في صالح المغرب.
كيف ترون واقع جبهة البوليساريو اليوم في ظل المستجدات والمتغيرات التي عرفها ويعرفها النظام الجزائري؟
جبهة البوليساريو اليوم في أضعف حالتها، وهي أداة في يد الجزائر أكثر منها وسيلة للصحراويين من اجل إيجاد حل مع المغرب.
و ما دامت الجزائر هي صاحبة القرار في البوليساريو فضعف هذه الأخيرة و قوتها لا يعنيان شيئا. ما دام النظام الجزائري يراها حاجة لتحقيق بعض مصالحه في المنطقة.
و الجزائر بسبب وضعها السياسي والاقتصادي تفضل بقاء وضعية النزاع على حالها في الوقت الراهن. و لا تفيدها قوة البوليساريو لأنها ستشكل ضغطا عليها.
تم مؤخرا تأسيس ما يسمى بـ”الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي” و هيئة أخرى تسمى “حركة صحراويون من أجل السلام” كيف ترون هذا الأمر وما موقفكم منه؟
مبدئيا الحق في التجمع و تأسيس الجمعيات حق من حقوق الإنسان حسب الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. و يبقى مدى مطابقة التنظيمات المذكورة مع القوانين المحلية من اختصاص الإدارة المحلية و القضاء المحلي يعطيها الشرعية القانونية أو يجرمها. و نرحب بأي مبادرة من شأنها إنهاء معاناة الصحراويين. و نتمنى من أصحاب هذه المبادرات أن يأخذوا العبرة من تجربة البوليساريو، وأن لا يكونوا نسخا منها. فالبوليساريو عجزت عن تقديم حل للصحراويين و رهنتهم بأجندات خارجية بات من الصعب الخروج عليها.
و ما يعنينا كصحراويين هو هل ستقربنا هذه التجمعات من حل النزاع أم لا. لان النزاع هو المشكل الرئيس المعطل لكل مناحي الحياة في الإقليم.
ما زالت مبادرات في المهد، يصعب الحكم عليها.
وجهتم مؤخرا رسالة الى حمدي ولد الرشيد بمناسبة ذكرى اجتماع “عين بن بتيلي” 12 أكتوبر 1975 ودعوتموه إلى عقد اجتماع مماثل، ماهي أسباب نزول هذه الدعوة؟ وهل تتوقعون إن تجد لها صدى لدى الرجل؟
الأسباب هي الإقصاء الذي تمارسه جبهة البوليساريو و الجزائر ضد أي رأي صحراوي مخالف لمطالبهم التي اثبت الأمم المتحدة عدم واقعيتها.
تحكم الجزائر في قرار جبهة البوليساريو و عدم سماحها للصحراويين باتخاذ إي قرار لا يراعي المصالح الجزائرية أولا، حاجة حل النزاع إلى شريك صحراوي، القوة الشعبية و الانتخابية و التاريخية عند حمدي و أعيان و شيوخ القباىل الصحراوية.
أما عن تعاطي حمدي مع الدعوة فنحن نتوسم فيه خيرا و نعلم غيرته و تحمسه لكل ما من شأنه التخفيف من معاناة الصحراويين. و نعلم ان الظرف مواتي. و نتفاءل خيرا. فهذا الأمر حتما سيحصل بطريقة أو بأخرى أن اليوم او غدا بسبب حاجة الحل لشريك صحراوي لم تستطع البوليساريو أن تكونه كما أسلفت.
مر أكثر من عقد من الزمن وانتم تعيشون وضعية اللجوء في الأراضي الموريتانية ؟ ما جديد قضيتكم؟ وماهر مستقبلها؟
بخصوص وضعيتنا فهي باقية على حالها معلقة المفوضية لم تعمل على ان تجد لنا بلدا خارج موريتانيا. و لم تتحصل بعد على وثيقة سفر لنجد حلا لأنفسنا.