24 ساعة – متابعة
“أشرف”، اسم ارتبط في ذاكرة المغاربة بأحداث مؤلمة تمثلت بنزوح غير عادي لمئات المهاجرين مغاربة وأجانب من مختلف الأعمار والوجهة ثغر سبتة المحتلة والهدف واحد ، الأمل في الحصول على غد أفضل.
اليافع يتيم الأبوين والذي بالكاد يبلغ 16 سنة، بعد ظهوره في مقطع فيديو وهو يبكي بحرقة وسط شاطئ سبتة لأن حلمه في الوصول إلى الضفة الأخرى غرق وسط الشاطئ الذي كانت تتقاذفه أمواجه القوية أمام عبواته البلاستيكية الفارغة الواهنة، والتي اتخذها سبيلا للعبور للضفة الأخرى.، فطرت دموعه قلوب الملايين من المغاربة وحركت مشاعر التضامن والإحساس بالمسؤولية لدى ملايين المغاربة الذين يتقاسمون نفس الحاضر ويأملون بمستقبل أفضل.
ومع نهاية الحلم الذي لم يبدأ بعد بالنسبة لأشرف، بدأت أحرف بداية جديدة على أرض الوطن كتبتها جمعية “عطاء” التي كشفت عن مبادرة من أجل دعم الفتى الذي ترجم ظروف المئات من الشباب والأطفال الذين يعيشون ظروف عائلية صعبة للغاية، ويضعون في الهجرة ملاذ للهرب منها.
وكتب جلال عويطة المشرف العام بجمعية “عطاء ”،في تدوينة نشرها بصفحته على الانستغرام، “أشرف والآلاف مثل أشرف .. أشكر كل من كان سببا في هذا اللقاء بأشرف والذي تكلل بالنجاح، وتم الاتفاق على نقاط كثيرة مع أشرف وأسرته، منها تغيير منزلهم العشوائي الضيّق جدا الأسبوع المقبل، وعودة أشرف للتكوين والتحاقه بنادٍ رياضي وغيرها .. هذا عن اللقاء !”.
وتابع “لكن سبب اللقاء هو الصورة التي هزتنا جميعاً لأشرف وهو يصارع البحر بحثاً عن مستقبل كريم في دولة مجاورة .. أعلم أن هناك صوراً كثيرة للآلاف مثل أشرف لم تصلنا وأن هناك مشاهد لم يتم التقاطها أصلا كانت أشد وأقوى، نحن أمام واقع صعب جدا”.
وأوضح عويطة في تدوينته “حالة أشرف صعبة جدا .. عاش اليُتم بكل معانيه منذ الصغر بحجم حرمان كبير جداً، لا أب لا أُم .. حتى صارت أسمى أمانيه ملابس جديدة كبقية أبناء المغاربة، رُبما قد تجد العذر لأشرف حين اختار المجازفة بحياته أمام الواقع الذي يعيشه، لكن لا عذر لنا جميعاً إن لم نستطع تغيير واقع أشرف وغيرِه من المغاربة الذين يُعانون بشكل خيالي”.
وأضاف “صدقوني .. يجب أمام هذا العجز الحكومي الحاصل أن تتضاعف جهود الجميع من أجل عمل اجتماعي تضامني قوي حتى نتجاوز الأزمات الحالية، اعتذرت لأشرف عن تقصيرنا، وأجدد اعتذاري لأمثال أشرف من الأيتام الذين لم نستطع كمجتمع كفالتهم والوقوف بجانبهم وسد حاجياتهم وتعويض حرمانهم .. سمحو لينا بزاف والله العظيم”.
وأشاد عدد من النشطاء بالمبادرة التي أقدم عليها الفاعل الجمعوي المعروف بفعل الخير و المبادرات المتميزة التي يقدم عليها كل مرة من أجل مساعدة الأشخاص الذين يعيشون حالة هشاشة.