الإرهابي عبد الرحمن من مواليد 1985، ينحدر من منطقة “العزوزية” نواحي مراكش، متزوج وأب لطفلين؛ الأول في السنة السابعة والثاني في الخامسة، والداه على قيد الحياة، وهو الأوسط من بين إخوته الخمسة، ثلاثة منهم إناث, “عبد الرحمان لم يتمم دراسته. غادر الدراسة في السنة الأولى إعدادي، ثم توجه نحو تعلم حرفة السمكرة “بلومبي”، والتي ضمنت له قوت اليوم لسنوات داخل فندق مصنف بمدينة مراكش، قبل أن يغادر عمله منذ أربع سنوات، ويشتغل لحسابه الخاص
يقطن بدور الصفيح، بدوار “الباغ” التابع لقيادة السعادة دائرة السوهيلة. دوار يبعد عن مراكش بحوالي 15 كيلمتراً، وغير بعيد عن محل سكن المشبته به الآخر” يونس”، الذي يقطن بمنطقة العزوزية
لم يكن يظهر أي تصرفات غريبة في بيته و كانت هوايته هي صيد الحجل والحمام، وعندما اعتقل ترك ثلاجة البيت ممتلئة بما اصطاده قبل أيام، بل قادته هوايته للصيد للاعتقال قبل أعوام، قضى بسببها يوماً عند الأمن ثم أفرج عنه”.
تزوج بعائشة عام 2010، رغم أنها من عائلة محافظة، وترتدي النقاب قبل زواجهما. قبلت الارتباط بعبد الرحمان الشاب الطبيعي الذي لم يكن يطلق لحيته حينها، بل كان يدخن ويشرب الخمر,لم يكن ملتزما ولم يكن يطلق لحيته. كان يداوم، من حين لآخر، على بيت أحد أصدقائه هنا لاحتساء الخمر، لأنه كان من الصعب قيامه بذلك في بيت زوجته الملتزمة دينياً أو في بيت والديه”.
بدأ عبد الرحمن مرحلة “التحول” قبل أزيد من عامين. أطلق لحيته واختار اللباس الأفغاني، تغيرت لغة حديثه مع معارفة وأفراد عائلته، وأصبح يردد هذا حرام وهذا حلال، لم يعد يكثر الكلام مع من لا يشبهونه، يكتفي بقول السلام وعليكم ورحمة الله تعلى وبركاته فقط، وقد لا يقولها لك حين تصادف”.
قوت يوم عبد الرحمان وعائلته كان من العمل في البيوت والمحلات التجارية وبعض الفنادق،”منذ غادر العمل في الفندق أصبح يعمل لحسابه الخاص. دخله في اليوم ما بين 100 إلى 200 درهم، بالإضافة إلى ما يجنيه من صيد الحجل والحمام”.
قضى عبد الرحمن ليلة الأحد/الاثنين في بيته، لكنه كان مختفيا طيلة يوم السبت وليلته و أخبر زوجته “عائشة”: ” يوم السبت صباحاً أنه متوجه إلى مرآب محل تجاري بباب دكالة (المدينة القديمة لمراكش)، قال إنه سيعمل عند أحدهم في تصليح قنوات الصرف الصحي، لكن منذ خروجه من البيت وحتى عودته لم يكن يرد على الاتصالات الهاتفية”.
قبل سنتين ونيف، لم يكن عبد الرحمان غير ذاك “البلومبي” الذي يدخن ويحتسي الخمر من حين إلى الآخر، يخالط البشر دون حواجز بسبب قناعاته.
“عندما ظهرت عليه علامات التشدد في الدين، كثرت مشاكله مع عائلته، وكان يلوم عائلته على أسلوب حياتهم الذي أصبح يعتبره حراماً في حرام، وكان يدفع أخواته الثلاثة لارتداء النقاب، وكان يعتبرهن متبرجات””.