نجيب الأضادي
تعيش الجزائر الجارة الشرقية منذ الإعتراف الأميركي بمغربية الصحراء، حالة من الإرباك والتخبط بسبب العزلة الإقليمية والدولية المضروبة عليها سواء من طرف جهود الدبلوماسية المغربية التي حققت نجاحات مبهرة بعد توالي فتح التمثيليات الدبلوماسية بالعيون والداخلة المغربيتين من طرف مجموعة من الدول الصديقة والشقيقة كان آخرها فتح قنصلية مملكة الأردن الشقيقية، أو من طرف منظمة الإتحاد الإفريقي والأمم المتحدة التي اعتبرت أن مقترح الحكم الذاتي هو الحل الوحيد والأوحد والواقعي لحل هذا النزاع المفتعل من طرف جمهورية الوهم البوليساريو وصنيعتها الجزائر .
توالي الانتصارات الدبلوماسية بقيادة الملك محمد السادس، قابله التدخل الشرعي العسكري للقوات المسلحة الملكية المغربية تحت غطاء الأمم المتحدة لفتح معبر الكركرات الحدودي بالصحراء المغربية، أمام حركة مرور الأشخاص والبضائع والمركبات.
الشيئ الذي لم يرق نظام العسكر الجزائري وأصبحوا يبحثون عن أية ذريعة للتحرش بالمغرب بكل الوسائل لكن المغرب متمسك بالخيار الدبلوماسي احتراما للشعب الجزائري الشقيق .
لكن على ما يبدو أن نظام شنقريحة لم يستوعب الدروس رغم أن المملكة المغربية ماضية في حماية أراضيها ووحدتها الترابية بتوسيع الجدار العازل إلى حدود الكيلو متر الصفر واصبح يرقص رقصة الديك المذبوح بتوجيه انظار الرأي العام في الداخل الجزائري إلى المناطق الشرقية المغربية الحدودية باختلاق مناوشات مع الساكنة على الحدود من مدينة فكيك.متناسيا هذا النظام الفاشل دروس وعبر حرب الرمال في بشار وتندوف وفجيج.
إن أفراد القوات المسلحة بجرسيف شرق المغرب، على استعداد تام لتحصين جهة الشرق بأكملها و التوغل إلى قلب العاصمة الجزائر خلال ساعات فقط ولسنا في حاجة إلى تذكير نظام بوخروبة بما كان سيقع في وهران إبان حرب الرمال لولا تدخل المرحوم الحسن الثاني.
عصابة العسكر بعد فشلها في الصحراء المغربية في الجنوب ،لم يعد لها خيار سوى اللعب على تصدير الأزمة الداخلية إلى المغرب بالطرق الكلاسيكية المعهودة، وتنقل هذا الفشل إلى الحدود عبر فكيك في هجوم إعلامي وبروباغندا لم تعد تنطلي على الشعب الجزائري الشقيق في حملة استباقية ضد المغرب ،خوفا من اي توجه مستقبلي ناحية فكيك والمطالبة بالصحراء الشرقية خاصة بعد رفع السرية على وثائق مهمة من طرف فرنسا
*الباحث نجيب الأضادي فاعل مدني ومدون مستقل