أسامة بلفقير – الرباط
في حوار مثير، كشف محمد نجيب بوليف القيادي في حزب العدالة والتنمية، كاتب الدولة السابق في النقل، تحفظ القصر على تعيينه في وزارة المالية، وتفاجئه بتعيينه كاتبا للدولة في النقل في حكومة العثماني الأولى إلى غاية 9 أكتوبر 2019، بعدما ظل يتقلد منذ 10 أكتوبر 2013، منصب وزير منتدب مكلف بالنقل في حكومة بنكيران الثانية.
وقال بوليف، في حوار مع جريدة “الأيام”، إنه لم يكن سيقبل بذلك، وكان سيهم بالخروج من القصر الملكي لحظة تعيينه، قبل أن يكشف بقوله: “ما بقى ما تخرج من القاعة، وإن كان ذلك قد خالجني لفترة”.
وأضاف بوليف، أن “المفاجأة هي التي تخص تعييني في وزارة المالية، حيث كانت هناك تحفظات، وكما هو معلوم برزت في البداية تحفظات على الأخ مصطفى الرميد، ودار نقاش بين رئيس الحكومة والقصر، وتم اعتماد الرميد، ثم جاءت نقاشات أخرى ومنها النقاش حول وزارة المالية، والتحفظ على اسمي، وبعد نقاش في الموضوع، استدعاني الأستاذ عبد الإله ابن كيران لبيته، بحضور الأستاذ عبد الله بها رحمه الله، وعرضا علي حيثيات التدبير، الذي يقومان به لملف الاستوزار، والإشكالات التي تطرأ كل ساعة.
وزاد بوليف: “قلت لهما بصريح العبارة لا أريد أن أخلق أي مشكل للحزب، وإذا كانت عند الآخر، تحفظات فلهم ذلك، ولذلك أعتبر أنني لم أعد معنيا بوزارة المالية، ولو كان التحفظ على شخصي، فلا أرغب في أن تدافعا عني، في أي منصب وزاري آخر، ودار نقاش حول تخصصي، والملفات الأخرى التي يمكن أن أتكلف بها، ومنها مغاربة العالم، نظرا للسنوات الكثيرة التي قضيتها خارج أرض الوطن، ثم الشؤون العامة، نظرا لكون ملفاتها تخص المنافسة والأسعار وغيرها، وكلها ملفات اقتصادية. وأيضا حول ضرورة الاحتفاظ بمنصب المالية للحزب بوجه مقبول”.
وتابع بوليف موضحا “يوما قبل التعيين الملكي، طلب مني الحضور إلى القصر، لأكون وزيرا منتدبا مكلفا بالشؤون العامة، ويكون نزار بركة الذي يعدونه، لمسؤوليات أخرى (ابن الدار والمالية)، وزيرا للمالية، وأخونا إدريس الأزمي (ابن المالية)، في الوزارة المنتدبة المكلفة بالمالية”.
من جانب آخر، كشف بوليف تفاصيل إعادة استوزاره من جديد في قطاع النقل الذي ظل يشرف عليه لمدة خمس سنوات، وكيف أن لجنة الاستوزار في الحزب قررت بقاءه على رأس هذا القطاع، وقال “عندما تم الاتصال بي يوما قبل التعيين لكي ألتحق بالقصر، سألتهم في أي منصب؟، فقيل لي :”بالنقل دائما… لم يتغير شيء”، ولما استفسرت الوزير بعد ذلك، قيل لي بأنه الأستاذ عمارة، وليس رباح، فقلت: “لعله خير، لكن لم يكن يخطر ببالي، أني سأكون كاتب دولة، ولو قيل لي ذلك من قبل لما كنت سأقبل، ولم أعلم بذلك إلا حين دخلنا القاعة بالقصر الملكي، وكما يقول المغاربة “ديك ساعة فات الفوت”، ما بقى ما تخرج من القاعة، وإن كان ذلك قد خالجني لفترة”.