عزوزي بدرالدين- متابعة
إعتبر بن يونس المرزوقي، أستاذ العلوم السياسية و القانون الدستوري بجامعة محمد الأول في وجدة، أن خطاب الذكرى الخامسة و الأربعين للمسيرة الخضراء، كان متميزا بكل المقاييس، لأنه جرت العادة على أن الخطب الملكية في العهد الجديد بغض النظر عن مناسبة إلقائها كانت تعالج مواضيع متنوعة، مثل إصلاح القضاء، الجالية المغربية بالخارج، التنمية و الجائحة…
وقال الباحث في القانون الدستوري، في تصريح خص به جريدة “24 ساعة” الإلكترونية، أن الخالملكيتميز بمعالجة موضوع واحد، فالذكرى وطنية و الخطاب كان أحادي الموضوع معتبرا إياه “خطابا وطنيا”.
و أكد بن يونس، أن هذا الإختيار(موضوع خطاب ذكرى المسيرة الخضراء) جاء ليلقي الضوء على العديد من الأحداث المشوشة التي كان خصوم المغرب و وحدته الترابية يقومون بها، لذلك فالخطاب الملكي جاء واضحا على أن المغرب حصل من ناحية أولى على العديد من المكتسبات داخل الأمم المتحدة و الإتحاد الإفريقي و علاقاته مع الدول و بالتالي لن يسقط في أية إستفزازات و التي سماها الملك في الخطاب الملكي بالإستفزازات اليائسة، أيأنها تتعلق بأطراف لم يعد أمامها إلا الهروب للأمام، فجاء الخطاب الملكي ليضعها عند حدها.
و أشار الأستاذ الباحث بكلية الحقوق في وجدة، أن الخطاب الملكي ذكر خصوم الوحدة الترابية للمغرب، بأن المغرب قدم مقترحا سياسيا واقعيا لا يزال يحصد المزيد من التأييد مقابل خصم لازال متشبثا بأفكار عفى عنها الزمن، أفكار وليدة الحرب الباردة التي لم يعد لها أي مكان في وقتنا الحالي.
و سجل أستاذ القانون الدستوري، أن قوة الخطاب الملكي تأتي في وحدته، بحيث لم يعالج و لم يشر لا من قريب أو بعيد لأي مواضيع من قبيل جائحة كورونا و الآثار المترتبة عنها لأن ترتيب الأولويات لدى المغاربة واضح وهو أولا و أولا و أولا القضية الوطنية لتأتي بعدها باقي الإشكالات.
و أكد بن يونس المرزوقي الفقيه الدستوري، أنه لا يمكن الحديث عن هذا الخطاب دون وضعه في سلسلة الخطابات الملكية الأخيرة، لأن المغرب يحضر لنموذج تنموي جديد، يقوم بمجهودات لمواجهة الجائحة، يقوم بمخططات للتنمية الإقتصادية الشاملة، نموذج للخدمات الإجتماعية الشاملة … لذلك سيؤكد وحدته الوطنية و الترابية ليستفيد كل المغاربة من هذا المنتوج الإيجابي المنتظر.