الرباط- متابعة
أدى طرد برلماني وتجميد عضوية ثلاثة آخرين في انتظار الإحالة على الأخلاقيات، إلى زلزال تنظيمي داخل حزب الأصالة والمعاصرة، خلال انعقاد اجتماع المكتب السياسي في الرباط، برئاسة عبد اللطيف وهبي.
وفي هذا السياق أكدت صحيفة الصباح في عددها الصادر يوم الجمعة 26 ماي أن هذه الجلسة كان لها مفعول قنبلة، إضافة إلى أن اجتماع المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة كان “استثنائيًا”، لأن هذه الهيئة الحاكمة للحزب لم تجلس منذ بعض الوقت.
وأشارت ذات الصحيفة إلى أنه بعد طرد وتعليق أربعة من نواب حزب الأصالة والمعاصرة، فإن الطرد كان يتعلق بشخص كبير من العيون، محمد سالم جوماني، العدو اللدود للوزن الثقيل في المنطقة، مولاي حمدي ولد الرشيد رئيس مجلس جماعة العيون.
وأكدت ذات الصحيفة إلى أن الفائز الأكبر من كل هذه القرارات ليس سوى حمدي ولد الرشيد، القطب القوي الآخر في العيون الذي يعد خصمه السياسي المحلي الرئيسي محمد سالم جوماني، مشيرة إلى أن طرد جوماني بمثابة هدية لولد الرشيد ويخدم مصالحه.
ولا يزال الغموض يدور حول أسباب طرد نائب العيون، الذي كان من أصحاب الوزن الثقيل في المنطقة، وهو أيضًا عضو في اللجنة البرلمانية للشؤون الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الدينية والمغاربة المقيمين في الغرب.
وحسب ما أفادت به “الصباح” نقلا عن مصادرها داخل الحزب فإنه من بين الأسباب التي من شأنها أن تفسر تعليق ثلاثة برلمانيين آخرين، هو رفضهم دفع مستحقاتهم ( 3000 درهم شهريًا) في خزائن الحزب، بالإضافة إلى تغيبهم عن العمل في البرلمان بانتظام.
وأشارت ذات المصادر أن الأسباب التي سبق ذكرها أدت إلى طرد النواب الثلاثة، الذين تم نقل ملفاتهم إلى مجلس الانضباط التابع لحزب الأصالة والمعاصرة، ويتعلق الأمر بنائب سطات ربيع الحرمي ونائب مولاي يعقوب الحسن بلمقدم والمستشار البرلماني للشرقي محمد موقنيف.
جدير بالذكر أن مولاي حمدي ولد الرشيد، الذي أعيد انتخابه في الانتخابات التشريعية السابقة رئيسا لمجلس جماعة العيون، إزداد سنة 1947 بمدينة العيون، وبعدما عمل لعدة سنوات بالإدارة الترابية، دخل عالم السياسة تحت يافطة حزب الاستقلال، وظفر بمقعد في البرلمان سنة 2002.
ويعد ولد الرشيد، عضو اللجنة التنفيذية ومنسق المناطق الجنوبية الثلاث لحزب الاستقلال، شخصية بارزة في الحياة السياسية بالصحراء المغربية، حيث تولى رئاسة المجلس البلدي للعيون منذ سنة 2009، وهو أيضا عضو في مجلس جهة العيون – الساقية الحمراء برسم الاستحقاقات الانتخابية السابقة.
وبعد إعادة انتخابه رئيسا لمجلس جماعة العيون خلال الانتخابات الأخيرة، أكد ولد الرشيد خلال تصريحات صحفية أنه سيكون رئيسا لجميع سكان العيون، معبرا عن عزمه مواصلة العمل على إنجاز المشاريع التي تضمنها برنامجه الانتخابي، والتي تشمل على الخصوص، تشغيل الشباب واستكمال مشروع التطهير السائل بالمدينة.