24 ساعة ـ متابعة
غداة فوزه في الانتخابات الرئاسية السنغالية، صرخ الرئيس السنغالي المنتخب باسيرو فاي، إنه سيحكم بلاده بـتواضع، مشيرا إلى أنه سيوجه جهوده نحو “المصالحة الوطنية وإعادة بناء المؤسسات”.
وأشاد الرئيس المنتخب في أول خطاب له أمام أنصاره بالتزام الشعب السنغالي بالديمقراطية والعدالة، لافتا إلى أن النصر في هذه الانتخابات كان للشعب السنغالي ” الذي دافع عن السيادة والقيم الديمقراطية والمبادىء الجمهورية “، وفق تعبيره.
ووعد حاكم السنغال الجديد بمكافحة ” تكاليف المعيشة” و “تعزيز تعايشنا المشترك ” كما وعد بمكافحة الفساد، مشيرا إلى أنه يعتزم بدء “مشاورات شاملة وواسعة النطاق وقطاعية لإعادة إطلاق السياسات العامة الفعّالة “.
ينتمي بصيرو إلى الشباب، فهو من أصغر المرشحين للرئاسيات في بلاده، ولا يتجاوز عمره 44 سنة، منها واحدة قضاها وراء القضبان في سجن “كاب مانوال” بالعاصمة السنغالية داكار، قبل أن يخرج بعد مضي 6 أيام من الحملة الانتخابية إثر عفو عام أصدره الرئيس ماكي في سياق محاولة تهدئة المشهد السياسي بالتزامن مع انتهاء ولايته.
بصيرو.. زعيم حزب “باستيف”
في أبريل 2023، نال بصيرو حكما بالسجن بتهمة ازدراء المحكمة وإهانة القضاء، ليدخل السجن مع نخبة من قيادات باستيف، ذلك الحزب الذي دخله أول مرة خلال الاجتماعات التأسيسية لحزب باستيف عام 2014، قبل أن يترقى تدريجيا وبشكل متسارع، ليكون أحد صانعي القرار الأساسيين في الحزب، والذراع القوية لرئيسه عثمان سونكو.
تولى بصيرو الأمانة العامة للحزب -الذي تم حله في يوليو 2023- مع ملف السنغاليين في الخارج، ومكنت جولاته المتعددة في أوروبا بشكل خاص من حشد التأييد والدعم السياسي والمالي للحزب الذي استطاع في فترة وجيزة أن يستحوذ على نصيب الأسد من دعم الجماهير الشبابية في بلاده.
يمكن القول إن تحالف سونكو وبصيرو والوجوه الشابة المحيطة بهم استطاعت بقوة أن تعيد تنظيم غضب المجتمع السنغالي جراء ارتفاع الأسعار، وتدني فرص التشغيل، واختلال سياسات التوازن الاقتصادي، وفق ما يرى خصوم الرئيس المنتهية مأموريتاه في السلطة.
ديوماي فاي المتذمر من سيطرة فرنسا
ويقدم الخطاب السياسي لبصيرو كثيرا من الأدبيات الشائعة لدى الأوساط الشبابية السنغالية، وخصوصا التذمر المتصاعد تجاه سيطرة فرنسا، إذ أعلن في حملته عن برنامج إصلاح نقدي من شأنه إنهاء سيطرة الفرنك الأفريقي ذي الأصول والاعتماد الفرنسي، وإقامة عملة سنغالية خاصة، إذا لم تتمكن دول غرب أفريقيا من إصدار عملة موحدة.
ولا تبدو الفرنسية لغة أثيرة عند سونكو، الذي يتوعدها بتعزيز حضور الإنجليزية ذات النفوذ والتأثير العالمي الكبير.
وضمن وعيده المتصاعد، يحمل بصيرو على عاتقه فكرة تطهير “الطبقة السياسية من خلال إبعاد المفسدين من السلطة واستعادة سيادة السنغال”، وفق تعبيره.
كما أن وعيد بصيرو بمراجعة اتفاقيات الدفاع تعني أيضا رسالة أخرى تجاه فرنسا بأن حاكم دكار الجديد لن يظل معتمدا على الزناد الفرنسي، بل سيسعى إلى تنويع مقتنيات جعبته وعلاقاته الأمنية والسياسية.