24 ساعة ـ متابعة
عقب البيان الذي اصدرته شركة “سوناطرك” الجزائرية، الاسبوع الماضي، والذي أعلنت فيه عن “وقوع حادث في الجانب الإسباني في نهاية فترة بعد الظهر الأحد على خط “ميدغاز” الذي يربط الجزائر بإسبانيا، “متسببًا بانقطاع مؤقت لتزويد إسبانيا بالغاز” ازدادت مخاوف الإسبان من تعرض الأنبوب لمشاكل واعطاب محتملة في أي وقت، تهدد إمدادات الغاز من الجانب الجزائري.
اعلان الجتنب الجزائري عن حدوث هذا العطب خلف كثيرا من الهواجس لدى الجانب الإسباني، نظرا لأن الجزائر كانت تزود إسبانيا بأنبوبين للغاز، وحد يمر عبر أراضيها والثاني يمر عبر الأراضي المغربية، غير أن إغلاق الخط المغربي والإبقاء على خط واحد صار يمثل خطرا حقيقيا على إمدادات الغاز الجزائري نحو إسبانيا.
وعلى الرغم من عودة سريعة لإمدادات الغاز بعد إصلاح “العطب”، إلا أن الإسبان صاروا يتوجسون أكثر من أي وقت مضى من الأعطاب التي يمكن أن تلحق بالأنبوب الوحيد، بالنظر للعلاقات المتوترة بين البلدين، منذ أعلنت مدريد دعمها لمخطط الحكم الذاتي في الصحراء المغربية وميلها نحو وجهة النظر الرسمية المغربية، وهو ما أثار غضبا واسعا في الجزائر.
وتراجعت صادرات الغاز الجزائري إلى إسبانيا كثيرافي الأشهر الأخيرة، وحولت الجزائر أكبر صادراتها من الغاز إلى أوربا عبر الأنبوب الذي يربطها بإيطاليا، كبديا عن إسبانيا. وكانت إسبانيا تستورد معظم الغاز الذي تستخدمه، من الجزائر، خصوصًا عن طريق خطّ ميدغاز الذي يربط شبه الجزيرة الايبيرية بحقول الغاز التي تديرها سوناطراك.
وبحسب إيناغاس أتى 24.4% من الغاز الذي استوردته إسبانيا في يونيو من روسيا، و29.6% من الولايات المتحدة. ولم تُشكّل صادرات الغاز الجزائري لإسبانيا في هذه الفترة إلّا نحو 21.6%. واستاءت الحكومة الجزائرية جدا من إسبانيا منذ أن قرر رئيس الوزراء الاشتراكي بيدرو سانشيز في مارس دعم خطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء، لإنهاء أزمة دبلوماسية بين مدريد والرباط مستمرة منذ نحو عام.