أسامة بلفقير – الرباط
امتحان صعب فشلت إسبانيا في اجتيازه داخل الاتحاد الأوروبي، وأثبت بالملموس حقيقة الدور والوزن الذي يحتله المغرب في مواقف البرلمان الأوروبي. فمن حهة، فشلت إسبانيا في استصدار قرار “إدانة” للمغرب، واقتصر الأمن على “الرفض”، علما أن أبرز المجموعات السياسية داخل البرلمان وجدت نفسها في موقف حرج أمام مشروع كثير للجدل.
لقد تابعنا اليوم النقاش الذي دار داخل البرلمان الأوروبي. وإذا كان من نقطة أجمع عليها عدد كبير من النواب الأوروبيون، فهو أن المغرب شريك استراتيجي ومن اللازم أن يتم تعزيز علاقات التعاون معه، بغض النظر عما حدث، سواء تعلق الأمر بسبتة، أو الأزمة الثنائية بين الرباط ومدريد.
عناصر الأجوبة حول تصويت البرلمان الأوروبي على قرار بشأن ” انتهاك اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل واستخدام السلطات المغربية للقاصرين في أزمة الهجرة في سبتة”
من ناحية الشكل، اتضح أن عملية التصويت الأولية لم يتعد عدد المشاركين فيها 400 صوت، وهو ما لا يعكس عدد الأصوات الاعتيادية بالنسبة لقرارات ذات طابع استعجالي.
أما من حيث المضمون، فيلاحظ أن المصطلحات المستخدمة في هذا القرار، والتي تم تعديلها في مناسبات عديدة، تدل على الرفض وليس الإدانة، على عكس المشروع الأول الذي صاغه النواب الإسبان بالبرلمان الأوروبي. كما أن هذا القرار لا يعكس هذا القرار بأي شكل من الأشكال موقف الاتحاد الأوروبي. فقد رحبت الهيئات التنفيذية للاتحاد الأوروبي، على لسان كل من المفوض الأوروبي للتوسع وسياسة الجوار الأوروبية، أوليفير فارهيلي، والمتحدثة باسم الشؤون الخارجية والسياسة الأمنية التي أكدت يوم 8 يونيو أن ” الاتحاد الأوروبي والمغرب حافظا، على مدى سنوات، على تعاون ممتاز في مجال الهجرة، ما أدى إلى بلوغ نتائج جيدة للغاية.”
عموما، لقد فشلت إسبانيا في الحصول على دعم الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، ولجأت إلى حلفاءها في البرلمان الأوروبي، في محاولة جديدة لإضفاء الطابع الأوروبي على الأزمة الثنائية. هذا مع الإشارة إلى أنه “من غير المعتاد أن يدافع البرلمان الأوروبي عن مبادئ الأمم المتحدة، في حين أن مجلس الأمن والجمعية العامة لم يتطرقا إلى مسألة القاصرين المغاربة”.