وفاء اليعقوبي – الرباط
قالت جريدة ” ال كونفيدونسيال” الإسبانية الشهيرة، أن بلاغ وزارة الخارجية الألمانية، المتعلق بعلاقاتها مع المملكة المغربية، وضع الحكومة الإسبانية في ورطة من خلال إعطاء دفعة غير مسبوقة للمغرب في صراع الصحراء المغربية، بعد أن أشادت بالعلاقة الثنائية التاريخية والإشارة الواضحة لأول مرة أن “المغرب ، بفضل خطة الحكم الذاتي التي قدمها في عام 2007 ، يقدم إسهاماً هاماً في التوصل إلى اتفاقية سلام” في الصحراء المغربية”.
وأضافت الصحيفة في مقال تحليلي، للكاتب الصحفي إغناسيو سامبريرو، المعروف بعدائه للمغرب، أن الدبلوماسية المغربية، بعد قرار ترامب، الاعتراف بمغربية الصحراء، لم تدخر أي جهد لإخراج البلدان الأوروبية من “منطقة الراحة”، في إشارة إلى تصريحات وزير الخارجية ناصر بوريطة ، الذي طالب بشكل صريح الاتحاد الأوروبي بالخروج من المواقف الضبابية، وهو ما اعتبره كاتب المقال سبب الأزمة مع كل من بلده اسبانيا، وجمهورية ألمانيا الاتحادية.
وفي نفس السياق ذكّر كاتب المقال، برد الفعل الألماني على قرار ترامب، حين دعا السفير الألماني لدى الأمم المتحدة ، كريستوف هيوسغن ، في ديسمبر 2020 إلى عقد اجتماع استثنائي لمجلس الأمن، واصفا الصحراء المغربية بأنها أرض “محتلة” ، وهو ما فجر الأزمة الدبلوماسية بين المغرب وألمانيا التي تحاول عبر البيان الأخير احتوائها، كما اعتبر الكاتب أن وزير الخارجية الألماني الأسبق كان أكثر قوة، من منظوره، بسبب معاداته لمصالح المغرب.
واعتبر المقال، البيان الألماني متناقضا، بسبب تضمينه لعبارة “موقف الحكومة الاتحادية بشأن هذه المسألة ظل كما هو منذ عقود”، رغم أنها المرة الأولى التي تدعم فيها ألمانيا بشكل مباشر المقترح المغربي للحكم الذاتي، وهو ما توقع معه ردا ايجابيا من الرباط قد ينهي الأزمة، ويحصل المغرب على الحصول على 1.2 مليار يورو من المعونة الإنمائية الألمانية المقررة في العام الماضي
وبخصوص إسبانيا اعتبر التحليل، أن الموقف الألماني يضع حكومة مدريد، في موقف حرج، باعتبارها مستعمرة سابقة للصحراء المغربية، وأن المجتمع الدولي سيأخذ الموقف الألماني الداعم للمغرب على محمل الجد، رغم التنازلات التي قدمها رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، تجاه المغرب، وعلى رأسها إعفاء وزيرة الخارجية السابقة أرانتشا غونزاليس لايا، عقب قضية استقبال زعيم انفصاليي البوليساريو ابراهيم غالي أبريل الماضي، بجواز سفر مزور.
ويضيف المصدر ذاته، أن تنازلات اسبانيا لا ترقى للموقف الألماني الجديد، وهو ما يجعل الرباط تمدد الأزمة مع أسبانيا. حيث لازالت سفيرة المغرب لدى إسبانيا، كريمة بنيعيش لم ترجع إلى منصبها في مدريد، ولم يتمكن وزير الخارجية ، خوسيه مانويل ألباريس، من الحصول على موعد في الرباط لتمهيد الطريق للمصالحة، وبالتالي فالبيان الصادر عن المستشارية الألمانية، بقيادة بايربوك الآن ، سيشكل ضغطا أكبر على حكومة بيدرو سانشيز لكي تبدي أيضا لفتة جدية لصالح المغرب في ملف الصحراء المغربية.
وأشار الكاتب، إلى أن هناك سياسية قوية باسبانيا ، مثل الرئيس السابق خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو أو وزير الدفاع السابق خوسيه بونو، أظهرت تأييدها لحل الصراع في الصحراء المغربية، بمنحها حكما ذاتيا ، تحت سيادة المملكة المغربية.
وخلص المقال إلى أن، وزيرة الخارجية الألمانية الجديدة ، آنالينا بايربوك ، وضعت الحكومة الإسبانية في موقف حرج أمام المجتمع الدولي.