العيون-متابعة
بذكاء ودهاء، لم تمنح الدبلوماسية المغربية لجنوب إفريقيا الفرصة للمناورة والمزايدة إقليميا ودوليا. في ما يتعلق بمزاعم إرسال المغرب طلبا للانضمام لمجموعة بريكس والمشاركة في اجتماع بريكسـ إفريقيا الذي ينتظم في جوهانسبورغ.
وكان الرد سريعا وحاسما وواضحا بقدر وضوح وشفافية الدبلوماسية التي أرسى دعائمها العاهل المغربي. وجعلها ضمن ضوابط لا تقبل المساومة في قضايا هي من الثوابت الوطنية تتصدرها قضية مغربية الصحراء.
وأكد متابعون في ذات السياق أن دولة جنوب افريقيا التي يحفل سجلها بالعداء المجاني لمصالح المغرب والذي يُحرك إلى حدّ ما دعمها للنزعة الانفصالية في الصحراء.
كما يتجلى هذا الدعم للكيان الانفصالي والأطروحة الانفصالية المعادية للمملكة، في كون بريتوريا. لا تتردد في التشويش على مبادرة الحكم الذاتي التي اقترحتها المغرب منذ 2007 لحل النزاع المفتعل من قبل جبهة البوليساريو.. لتراهن عبثا على تمرير رسالة ملغومة من خلال الادعاء. بأن المملكة طلبت الانضمام لمجموعة بريكس والمشاركة في الاجتماع المقرر في 24 غشا الجاري.
وتشير توقيتات وسياقات ترويج جنوب إفريقيا لتلك المزاعم إلى ما اعتبره كثيرون “لؤم سياسي” يذهب أبعد من مجرد المناورة السياسية. إلى حقيقة محاولة إثارة ضجيج يغطي غباره أزمة داخلية يعيشها النظام الجنوب إفريقي الحالي الذي يكابد في مواجهة محاولات عزله. بينما ينخر الفساد مؤسسات الدولة والحزب الحاكم.
وكانت المعارضة قد تعهدت مؤخرا بإسقاط الحزب الحاكم والرئيس سيريل رامافوزا. واختبرت حدود هذا الخيار الحتمي وأكدت مضيها كخيار حتمي لإنقاذ البلاد وتصحيح مسار علاقاتها الخارجية.
رامافوزا نجا في نهاية العام الماضي من السقوط وتمكن بفضل سطوته من الالتفاف على فضيحة فساد واتهامات بانتهاك الدستور والقوانين. بينما كان يمكن أن تحمل تلك التطورات (سقوط رامافوزا) تغيرا في النهج والسياسة في موقف بريتوريا من نزاع الصحراء.
والرئيس الجنوب افريقي الذي يواجه وضعا صعب على المستوى الداخلي، يعتبر أحد أبرز أحزمة الدعم لجبهة البوليساريو. في تحالف معلن مع الجزائر عمل على تعطيل تسوية سلمية للنزاع على أساس مقترح الحكم الذاتي الذي يطرحه المغرب منذ 2007 حلا وحيدا للتسوية تحت سيادته.