كريم سعداني – الرباط
اعتمادا على توصيفه المهني كأستاذ جامعي، يتوهم المعطي منجب أنه يملك حقا الهيا مطلقا ليقصفنا بكل ما يعرفه عن التحجر والابتذال الفكري.
وهل من ابتذال فكري أكثر من أن يتبنى المرء، بتمام عقله، مناهج العدمية ولا يرى في كأس الماء الا نصفه الفارغ؟ فالأصل في السياسة أن ينشغل الفاعل السياسي بقياس ما تحقق، لاستشراف ما يتعين تحقيقه دون أن بسقط في حبائل لعبة الانكار الرخيص والمزايدات الفارغة.
ولعل أول مشاكل المعطي منجب هو عجزه المريع عن قراءة الواقع ورصده وضبط احداثيات تحولاته اللاحقة، ولأنه لا يرى الا ما ينكره نهجه العدمي، يظل عاجزا عن الخروج من مغرب الرصاص والجمر والزنزانة الخامسة في تازمامرت الى مغرب المؤسسات الحقوقية والجدل العلني الناشب حول الحريات الفردية.
واذا كان يحق لمنجب كما لغيره ممن يعانون رهاب الماضي أن يعيش في مغرب العقد الثالث من الألفية الثالثة دون أن يغادر عقله عتبات القرن العشرين فذاك حقه الذي لا يلزم أحدا غيره.وبالمقابل ، يظل حقنا ثابتا في رفض تخرصات من يراهن على اعادة اختراع العجلة بعد أن قطع المغرب شوطا طويلا باتجاه مستقبل يليق بالمنتسبين الى آفاق الحداثة والمواطنة الحقة.
لقد شكلت حركة الانتقال السلس لليساريين في شتى أصقاع العالم، بدءا بروسيا والصين، من الخنادق المنيعة للفكر الشيوعي الى الارتماء في احضان الرأسمالية الشرسة نمطا جديدا للمراجعات الفكرية الشمولية التي تؤكد بدءا وانتهاء قدرة العقل البشري على اعادة توجيه البوصلة واخضاع العقل لسلطة الواقع. غير أن الأستاذ الجامعي المحترم يبدو عاجزا عن اعادة قراءة الواقع لتحكم النزعة الماضوية في طرائق تفكيره ومخرجات استدلالاته كما لو أن نموه العقلي توقف عند منتصف سبعينات القرن الماضي.
وقتها كان المغرب ساحة عراك مفتوح بين الشرعية التاريخية والمشروعية الحداثية للسلطة، بين البيعة وصناديق الانتخابات بحيث لم يعد للصراط الضيق بين تلك المسلمات المتعارضة الا أن ينبت كثيرا من الحدائق الشوكية على غرار تازمامارت وغيرها من الكوارث العارضة. غير أن المعطي لا يزال هناك في تلك الحقبة التي عملت الانصاف والمصالحة على جبر أضرارها العديدة دون أن يلقي نظرة على خريطة الطريق الجديدة التي رسم معالمها دستور 2011 لاقامة دولة القانون والحريات والمواطنة. ومع ذلك لم يتردد ولي الأمر في اخطارنا بضرورة التخلي عن شعار “العام زين” بحثا عن مقاربات تنموية جديدة تليق بأحلامنا وتطلعاتنا الى مغرب تسوده العدالة الاجتماعية وتحرسه الحقوق والحريات.
هذه الحركية الرامية الى تجديد الدماء وطرائق التفكير والتداول والتناوب السياسي لا تحرك شعرة في رأس يصيبه الدوار كلما داهمه الاحساس بأن شيئا جديدا يحدث على هذه الأرض وأن المغرب الذي يعرفه أيام الجمر والرصاص لم يعد الا فعل ماض ناقص تنقضه الأفعال المضارعة المهووسة بصناعة المستقبل.
وبينما ينخرط المغاربة في عملية تجديد شرايين البلاد ودمائها وطرق اشتغالها وتفكيرها،تبقى مشكلة المعطي منجب أنه لن ينجح في مساعيه الخاسرة لاعادة اختراع العجلة ويبقى عزاؤه الوحيد أن العدمية تليق به حال اصراره على ابقاء عقله بعيدا عن ضوء الشمس ومهب الرياح. ولماذا لا نسأل عما اذا كان المعطي منجب يرى هذا المشهد المغربي البديع بعيونه أم بعيون أغراب يضيق صدرهم بمملكة تصنع التاربخ على مقاسها الحق ولا تخشى فيه لومة لائم.
والتغيير الوحيد الذي نجح منجب في تحقيقه بكل جدارة واستحقاق، هو تغيير وضعيته الإجتماعية، فأصبح الجامعي بقدرة حقوقية من كبار الملّاك واصحاب العقارات المتعددة، رغم ان راتبه الجامعي لم يصرف منه درهما واحدا، عقارات لائحتها تكاد تقارب مسيرته الحقوقية التي يتفاخر بها طولا:
يملك المعطي منجب الأملاك التالية، كما نشرتها مواقع صحفية:
* شقة بأكدال مساحتها 168 متر مربع، رقم رسمها العقاري Rـ/66544
*شقة في بن سليمان مساحتها 90 متر مربع، رقم رسمها العقاري 13677/25.
* أرض مساحتها 5104 متر مربع، رقم رسمها العقاري 20321/25.
*أرض مساحتها 5950 متر مربع، رقم رسمها العقاري 32512/25.
*أرض مساحتها 17900 متر مربع، رقم رسمها العقاري 32075/25.
*أرض مساحتها 6900 متر مربع، رقم رسمها العقاري 20579/25.
*أرض مساحته 1590متر مربع، جزء من الرسم العقاري رقم Cـ/ 28495
*أرض مساحتها 2135 متر مربع، جزء من الرسم العقاري رقم 15215/25.
* أرض مساحتها 307 متر مربع، جزء من الرسم العقاري رقم Cـ/ 68081
*أرض مساحتها 277 متر مربع، جزء من الرسم العقاري رقم Cـ/15127
أما فاطمة منجب، أخت المعطي، وشريكته في شركة مركز “ابن رشيد”، التي استعملت لاختلاس و تبييض أموال المنح و المساعدات الخارجية الموجهة للمجتمع المدني تملك العقارات الآتية:
*شقة في بن سليمان مساحتها 70 متر مربع، رقم رسمها العقاري 27560/25.
*شقة في بن سليمان مساحتها 70 متر مربع، رقم رسمها العقاري 27561/25.
*شقة في بن سليمان مساحتها 70 متر مربع، رقم رسمها العقاري 27559/25.
*أرض مساحتها 400متر مربع، رقم رسمها العقاري 18036/25.
*أرض مساحتها 795متر مربع، جزء من الرسم العقاري رقم Cـ/28495.
*أرض مساحتها 307 متر مربع، جزء من الرسم العقاري رقم Cـ/68081.
* أرض مساحتها 138 متر مربع، جزء من الرسم العقاري رقم Cـ/15127.
ان المعطي بإعلانه عن إضراب عن الطعام،كعادته في كل مرة يحس بالمراقبة القانونية قد اقتربت منه، يريد ان يفهم الجميع أن من حقه الإغتناء عن طريق حقوق الإنسان، ولا يحق لأي كان محاسبته، رغم أن المعطي يمكنه إنهاء كل هذا الجدل بالإجابة على سؤال بسيط و وحيد : من اين لك هذا ؟