وجدة -إدريس العولة
في الوقت الذي يتخذ فيه غالبية المغاربة يوم عيد الأضحى مناسبة للراحة، وفرصة لملاقاة الأهل والأحباب، والجلوس أمام المواقد لشي ” بولفاف” والإستمتاع بلحظات العيد.
نجد فئة أخرى من المجتمع لا تخلد للراحة، بل تجدها في حالة استنفار قصوى وهي تسارع الزمن من أجل تقديم خدماتها للمواطنين خلال يوم عيد الأضحى، مقابل الحصول على مبالغ مالية إضافية، ومن بين هؤلاء الجزارين الذين تراهم يجوبون الشوارع والأزقة وهم يحملون شتى أنواع الأسلحة البيضاء.
وهناك فئة من الشباب يتخذون من فضاءات وسط الحي، فتجدهم يتحولقون حول مواقد نارية في إنتظار استقبال رؤوس وأرجل الكباش من أجل شيها أو ما يصطلح عليه بالعامية ” التشواط”، فيما اختارت فئة أخرى من المجتمع التجوال وسط التجمعات السكنية، معتمدة على العربات المدفوعة والمجرورة لجمع جلود الأضاحي ” الهيادر”.
وفي هذا الإطار إلتقت جريدة “24 ساعة” الإلكترونية، مع بعض من هذه الفئة التي تنشط يوم عيد الأضحى بمدينة وجدة، لتقريب القراء من أنشطتها.
” الحسين 53 سنة لقد مارست مهنة الجزارة لمدة تفوق 20 سنة، ورغم أنني لم أعد ممارسا، بعد ما أصبحت أشتغل مستخدما بإحدى الشركات، إلا أن الحنين يشدني إلى هذه المهنة يوم عيد الأضحى ، بطلب من العديد من زبنائي الذين كنت أتولى مهمة ذبح وسلخ أضاحيهم، منذ أن كنت جزارا، وأضاف ” الحسين” خلال معرض حديثه أن يوم عيد الأضحى يشكل لي فرصة مواتية لملاقاة زبنائي القدامى كما تعد مناسبة لجني مبالغ مالية مهمة”.
“أما بدر 19 سنة فقال لجريدة “24 ساعة” الإلكترونية، فمباشرة بعد اجتيازي لامتحانات الباكالوريا، اتخذت من هذا الفضاء بحينا مكانا لبيع التبن والفحم الخشبي ” الفاخر” وكل ما له علاقة بالكباش، وفي صبيحة العيد حولت هذا الفضاء إلى موقد للنار لشي رؤوس وأرجل الأضاحي لساكنة الحي، وأضاف بدر خلال معرض حديثه أنه تعود على ممارسة التجارة الموسمية منذ كان طفلا صغيرا رفقة شقيقه الأكبر الذي تمكن من الهجرة إلى أوروبا عبر قارب للموت، وأكد أن ما يجنيه من تجارته يخصص بعضه لشراء الكتب والملابس التي تخصه والباقي يقضي به العطلة رفقة أصدقائه بشاطىء السعيدية”.
وغير بعد عن الموقد الناري لبدر” كان ” يحيى” 55 سنة الملقب داخل حيه ب ” النية” يدفع عربته وهو بصدد العودة إلى براكة قصديرية لتفريغ حمولة ” الهيادر” ثم العودة ثانية لجمع من تبقى منها.
وخلال حديثه للجريدة، أكد ” النية” أن عملية جمع ” الهيادر” لم تعد مربحة كما هو الشأن بالنسبة لحقبة التمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، حيث كان الإقبال عليها بشكل مكثف من قبل تجار الجلود، قبل أن يطال هذه التجارة الكساد والبوار، مضيفا في الوقت ذاته فإنه يولي كل اهتمامه خلال عملية جمع ” الهيادر” على الصوف من أجل بيعه لبعض النسوة العجائز اللواتي لازلن يعتمدن على الصوف في صناعة الأغطية والملابس”.