أسامة بلفقير – الرباط
إذا كانت الجزائر تحاول اليوم لعب “اللعبة” المفضوحة، بمحاولة تقديم نفسها كضحية لعملية تجسس من طرف المغرب، فإن واقع الأمر يدحض كل هذه الافتراءات. ولعل ما يزيد من فضح مثل هذه الأساليب هو أن الجزائر نفسها تعتبر من الزبناء الأوفياء لشركة “NSO” الإسرائيلية، صاحبة برنامج “بيغاسوس”.
الدولة الجار، التي تدعي مواجهتها للتطبيع وأقامت الدنيا ولم تقعدها حينما قرر المغرب استئناف العلاقات الدبلوماسية مع تل أبيب، لابد أن تتذكر ما نشر قبل حوالي ثلاث سنوات الصحافة الدولية،
من معطيات بشأن استخدام الجزائر لبرنامج “بيغاسوس” من أجل التجسس على المعارضين ومواجهتهم.
هذه الدولة، المعروفة بأساليبها القميعة والتي تشمل مختلف أنواع التنصت والتجسس على الأفراد، بل والضرب في حرياتهم وكرامتهم الإنسانية، استعملت هذا البرنامج لقمع المعارضين والإلقاء
بهم في السجون. لذلك، فبدل أن تقدم الدولة الجزائرية الدروس إلى المغرب، وتلعب دور الضحية في مسرحية فرنسية مفضوحة، كان عليها أن تلتزم الصمت وتكفر عن ماضيها الخطير في استعمال مختلف أشكال النيل من حقوق الأفراد والجماعات.