نادين ساندرز
وسط الصراع الدائر في أوكرانيا ليست الحرب فقط على الأرض بل ايضا تدور الحرب حول كلمة (حرب) نفسها، فحين توصّف روسيا مايجري بالعملية العسكرية ويوصفها الغرب بالحرب، اصبحت هذه الكلمة في استخدامها تشير الى الجهة التي تصطف فيها الدول والجهات الاعلامية من موقفها مما يحدث على الأرض الأوكرانية، وكانت روسيا قد حظرت استخدام كلمتي “حرب” و “غزو” في التقارير الإعلامية بقانون يعاقب المخالفين بالسجن لمدة تصل إلى 15 عامًا. وبدلاً من ذلك ، تصر روسيا على أنها تنفذ “عملية عسكرية خاصة” في أوكرانيا.
الا ان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ومسؤولون آخرون رفيعو المستوى وصفوا الصراع على أنه “حرب” ووصفوا تصرفات روسيا بأنها “غزو”.
ونشر السيد غوتيريش على تويتر بعد ظهر يوم الثلاثاء تغريدة يؤكد فيها على تسمية الصراع حربًا: “الحرب في أوكرانيا ليس لها تأثير كبير على حياة المدنيين فحسب ، بل لها أيضًا تداعيات عالمية”.
وذلك بعد أن أرسلت رسالة إلكترونية من المكتب الإقليمي للأمم المتحدة في أوروبا الغربية إلى الموظفين، دون التنسيق مع المقر الرئيسي ، طالبتهم فيها بالامتناع عن استخدام كلمتي “الحرب” و “الغزو” عند الإشارة إلى الصراع الأوكراني ، وقد أكد ذلك ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة يوم الثلاثاء.
وقال تعقيبًا أن الأمم المتحدة رفضت على الفور الرسالة الإلكترونية ، قائلة إن المكتب الإقليمي تصرف من تلقاء نفسه وأن ذلك البريد الإلكتروني لا يعكس سياسة المنظمة.
وقال السيد دوجاريك: “ليس الأمر ببساطة أن تُلقّي الموظفين تعليمات بعدم تعاطي استخدام كلمات مثل” الحرب “و” الغزو “لوصف الوضع”.
وبحسب نيويورك تايمز فقد أرسلت الأمم المتحدة بريدًا إلكترونيًا إلى موظفيها حول العالم يوم الجمعة تطلب منهم “تأطير أي اتصالات بشأن أوكرانيا بطريقة تتفق مع مواقف المنظمة وبيانات الأمين العام” .
صحفية مختصة بالشؤون الامريكية، معتمدة لدى الامم المتحدة .