إدريس العولة -وجدة
أصبحت معضلة النقل المدرسي بعدة أقاليم بجهة الشرق تؤرق بال الآباء وخاصة بالعالم القروي،
حيث يضطر العديد من التلاميذ إلى قطع مسافات طويلة مشيا على الأقدام للوصول إلى المؤسسات التي يتابعون فيها دراستهم،
في حين أختار البعض منهم التغيب عن الحصص الدراسية بحكم بعد المسافة بين مقر سكناهم والمؤسسة.
وأمام هذا الوضع الكارتي، اضطر المئات من التلاميذ رفقة أولياء أمورهم بعدة مناطق بجهة الشرق إلى الاحتجاج بشدة
بغاية إيصال أصواتهم للجهات المختصة لإيجاد الحلول المناسبة لهذه المعضلة العويصة،
التي من شأنها أن تساهم بشكل مباشر في مغادرة المئات من التلاميذ لمقاعدهم الدراسية.
وفي السياق ذاته، قام العشرات من التلاميد أمس الأربعاء بإقليم الناظور باقتحام جماعي لمقر الجماعة القروية” بوعرك” بحثا عن الرئيس،
من أجل فتح حوار معه بهدف إيجاد حل مناسبة لمعضلة النقل المدرسي
ومن جهة ثانية، ربط رئيس جمعية آباء التلاميذ بإحدى المؤسسات التعليمية التابعة لمديرية جرادة،
معضلة النقل المدرسي إلى تنصل بعض الجماعات القروية من مسؤوليتها بخصوص
تزويد سيارات النقل المدرسي بالوقود وكذا تأدية الواجب الشهري للسائقين،
الأمر الذي أدى إلى اضطراب واضح في عملية نقل التلاميذ نحو المؤسسات التعليمية التي يتابعون فيها دراستهم،
دون الحديث عن الاكتظاظ إذ يضطر السائق في أحيان عديدة إلى نقل عدد كبير من التلاميذ يفوق بكثير الحمولة المخصصة للسيارة، ما قد يترتب عن ذلك من مخاطر.
وكانت الدولة المغربية قد خصصت مبالغ مالية ضخمة لتوفير النقل المدرسي لتلاميذ العالم القروي بهدف محاربة ظاهرة الهدر المدرسي التي شكلت نقطة سوداء داخل المنظومة التربوية ببلادنا، حيث سجلت بعض المناطق أرقاما مخيفة بخصوص إنقطاع التلاميذ عن الدراسة في سن مبكرة بسبب بعد المسافة بين السكن والمؤسسة.