مريم بلخسيري – صحافية متدربة
كشفت صحيفة “إل باييس” الإسبانية تخوف إسبانيا من الأوضاع المقلقة في سبتة و مليلية المحتلتين.
وحسب تقرير تمكنت الصحيفة من الوصول إليه، حذرت فيه الحكومة الإسبانية لأول مرة بوضوح من التدهور السريع للوضع الاجتماعي في المدينتين، إلى جانب الانفصال الاقتصادي عن منطقة الحدود المغربية، الذي تنسبه إسبانيا إلى “هدف وطني ثابت” و غير قابل للتصرف من قبل الرباط لضم سبتة و مليلية. كما تحذر السلطة التنفيذية من التحول الديموغرافي بسبب تدفقات الهجرة و تزايد عدد السكان من أصل مغربي الذين يقيمون في كلتا المدينتين على أساس غير منتظم.
وأضافت الصحيفة أن الوثيقة المذكورة تسلط الضوء على التحدي الاجتماعي الديموغرافي في سبتة و مليلية المحتلتين،والذي يترجم إلى استقطاب متزايد و فجوة اجتماعية مقلقة، بالإضافة إلى تنبيه من مشاعر كره الأجانب الأولية لدى المواطنين.
وقالت الصحيفة أن إسبانيا ستتوقف عن اتخاذ موقف دفاعي في المدينتين بعد دخول أزيد من 10000 شخص بطرق غير شرعية. وعليه فقد عجلت الحكومة بوضع خطة إستراتيجية لمكافحة الاختناق الاقتصادي للمدينتين المتمتعتين بالحكم الذاتي بحسب مصادر حكومية.
حسب “لامونكلوا” فهناك خطة إنقاذ اجتماعية اقتصادية جارية بالفعل ،مع مالايقل عن ستة إجراءات، حيث تدرس إسبانيا إدراج سبتة و مليلية في الاتحاد الجمركي، و إصلاح النظام الاقتصادي و الاجتماعي للمدينتين المحتلتين.
وفي انتظار خطة الانقاذ كشفت “إل باييس” أن التقرير يقدم مجموعة من المقترحات على المدى القصير و المتوسط.
و تعد البيانات الاجتماعية والاقتصادية للمدينتين من بين الأسوأ في إسبانيا حيث تبلغ البطالة حوالي 30 ٪في سبتة و 20٪ في مليلية. وتعترف هذه الدراسة بأن الخدمات العامة على حافة الهاوية و”لا توجد دلائل على أن الرباط ستتخلى عن استراتيجيتها المتمثلة في” الضغط الاقتصادي” الذي يخنق المدينتين “.
وحسب ذات المصدر فإن هذا الصراع كان موجودا منذ فترة و الذي وصفته ب “برميل البارود”، لكن إسبانيا فضلت أن تحافظ على علاقتها الجيدة مع المغرب “عاصمة للمصالح الإسبانية” ، لكن هذا البرميل” انفجر” حسب تعبيرها بعدما وافقت إسبانيا على استضافة زعيم البوليساريو إبراهيم غالي .
كما أشارت فورين أفيرز إلى أن هذه الأزمة تجبر إسبانيا و المغرب على التحدث بشكل أكثر وضوحا عن الصحراء التي تتطلب وساطة من الأمم المتحدة، كما أنها أولوية وطنية للمغرب، و لكن سبتة ومليلية المحتلتين “أصبحتا أولوية إسبانيا” .