24 ساعة ـ متابعة
بات التعاون العسكري الكبير الحاصل بين المملكة المغربية و الولايات المتحدة الأمريكية منذ أشهر لما بعد الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، محط توجس من قبل اسبانيا حيث يعبر الجيران الشماليون للمملكة، عن تخوفات من تغير موازين القوة في المنطقة لصالح المملكة.
وقد اشتد هذا التّقارب وبدأ يعطي ثماره بتنظيم مناورات ضخمة على الشّريط الأطلسي، الذي لم تهدأ مياهه منذ ما يقرب الأسبوع، بعدما تحرك الأسطول العسكري البحري الأمريكي في مناورات جمعته بنظيره المغربي، الذي شارك بفرقاطة وطائرات نفّاثة.
مدريد بعين الرّضا إلى تزايد التنسيق الميداني والعسكري بين واشنطن والرّباط. وهو ما عبر عنه مستشار بحزب “سي بوديموس كانارياس” الذي عبر عن رفضه للمناورات العسكرية التي ينفذها المغرب والولايات المتحدة الأمريكية، بالقرب من جزر الكناري.
وو فق ما نقلته صحيفة “إلدياريو” الإسبانية، فقد أشار المستشار بحزب “سي بوديموس كانارياس”، إلى أن هذه المناورات تتزامن مع أكثر اللحظات توترا في العلاقات المغربية الإسبانية بسبب أزمة الهجرة وملفات أخرى، وكذا رغبة المملكة في ضم ما اعتبرها “مياها إقليمية لجزر الكناري”.
و اعتبر ديفيد كاربالو، المستشار بمجلس تينيريفي، أن المناورات العسكرية المغربية الأمريكية، التي يتم إجراؤها على بعد 50 ميلا شمال جزر الكناري، تهدف إلى الضغط على إسبانيا ودفعها إلى “الاستسلام” لمطالب المغرب في هذا الإطار.
وطالب المستشار، بإصدار بيان واضح ضد هذه المناورات، مطالبا أيضا بوقف التعاون مع المغرب، مسجلا أن حزبه يعارض بشدة محاولة المغرب الاستفادة من الموقع الجغرافي لتنفيذ ممارسات عسكرية يظهر من خلالها قوته البحرية والحصول بالتالي على فوائد جيو سياسية.
هذا التّوجس مفهوم وله تبريراته بالنظر إلى حجم التّفاهم الذي يطبع العلاقات بين الرباط وواشنطن، والذي تكلّل بتوقيع اتفاق تاريخي يقضي باعتراف الولايات المتحدة بمغربية الصّحراء، وهو ما أثار حساسية كبيرة داخل الأوساط الإسبانية، التي فوجئت بالإنزال العسكري الكبير في المحيط الأطلسي.