عزوزي بدرالدين – متابعة
أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان، أحمد الدرداري، أن الديبلوماسية الملكية تشكل نشاطًا مهمًا في العلاقات المغربية الدولية، بحيث ومنذ سنة 1999 شهد العهد الجديد نهضة مفاهيمية شاملة تهم شتى الميادين سواء ذات علاقة بالسياسات العمومية أو التي لها علاقة بالقضايا التي عرفت إنحسارا أو تقصيرا أو سوء التعاطي، ومنها قضية الوحدة الترابية التي تم توصيفها فيما قبل ب”القضية الشرعية ولكن المحامي فاشل”، حيث أن المقاربة شهدت في الماضي نوعا من التعتيم الوطني والترافع المحتشم والذي ترتب عنه إزدياد التآمر وأطماع الخصوم، لكن الديبلوماسية الملكية وسعت من المقاربة وجعلت من القضية الوطنية قضية شعب وقضية أحزاب سياسية و كل الفاعلين، وتطلب الأمر إشراك الجميع في التعاطي والترافع الديبلوماسي التشاركي.
من جهة أخرى إعتبر الدرداري، منسق ماستر التدبير الإستراتيجي للسياسات العمومية بكلية العلوم القانونية والإقتصادية والإجتماعية بتطوان، أن وضع ملف الصحراء المغربية ضمن أولويات إهتمام الدبلوماسية الملكية “الرسمي” سواء أمميا أو دوليا، حيث حظي بعناية ورعاية ملكية خاصة، أزالت كل مظاهر البطء والتلكؤ والتقهقر والخذلان والركوب المجاني.
وأشار الدكتور أحمد الدرداري، في حديثه مع جريدة “24 ساعة” الإلكترونية، إلى أن ديبلوماسية الملك جمعت بين الإنتاج والتسويق والصيانة لمصالح الوطن العليا وأطرتها فلسفة التعاون والمصالح المشتركة، وغطت كل القارات ونالت ثقة الدول الكبرى على إختلاف مذاهبها السياسية منها أمريكا والصين والهند وروسيا وفرنسا إضافة إلى الديبلوماسية السمراء التي سمحت بإفراغ القدرات المغربية من أجل النهوض بإفريقيا والتعاون جنوب جنوب بعد تخطي مشكل الكرسي الفارغ على مستوى القارة والذي أبعد المغرب عن تحقيق أهدافه الإستراتيجية.
وشدد الأكاديمي المغربي، أنه وبالنظر إلى الإتفاقيات التي أبرمها المغرب مع عدد من الدول جعلت الديبلوماسية الملكية في العلاقات الدولية تحتل مكانة الصدارة طيلة العشرون سنة من حكم الملك محمد السادس، وإستطاعت من خلالها المملكة المغربية التغلب على كثير من المشاكل وحل عدد من القضايا، وفي صدارتها إنتزاع الإعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على كل صحرائه، حيث أن ثاني إنجاز تحقق بعد عودة المغرب لبيته الافريقي سنة 2017 هو إصدار مرسوم رئاسي أمريكي يعترف بالسيادة الكاملة للمغرب على صحرائه في سنة 2020، إضافة إلى تقوية هذا الإعتراف بفتح قنصلية أمريكية في مدينة الداخلة ذات الإهتمام الإقتصادي والتنموي، وتعزيزها بعدد من الإتفاقيات في المجال العسكري والأمني، والتوجه نحو دينامية تنموية مهمة سيستفيد منها جميع المواطنين المغاربة ومن بينهم مواطني الأقاليم الجنوبية للمملكة، والمستقبل القريب سيعرف إنطلاق مشاريع تنموية كبرى ستجعل من جهة الصحراء منصة إقتصادية قارية.
وأبرز الدكتور الدرداري، أستاذ القانون العام بكلية الحقوق بتطوان، أنه عمومًا تبقى النجاحات التي حققتها الديبلوماسية الملكية هي الأولى إفريقيا وعربيا وإستطاعت أن تجلب الإستثمارات المهمة وتبصم التفوق في ظل نظام عالمي يحكمه تصدع المصالح وضعف الأمن والإستقرار، بالإضافة إلى المشكل الصحي العالمي الذي ظهر مع كورونا “كوفيد 19”.
وإعتبر الباحث الأكاديمي أن سنة 2020 هي سنة تتويج الديبلوماسية الملكية من طرف أقوى دولة في العالم بمرسوم رئاسي يعترف بالسيادة الكاملة للمغرب على صحرائه، وهو أكبر إنجاز تحقق للمغرب والمغاربة بفضل حنكة وخبرة ونجاعة ديبلوماسية الملك التي ما تزال تنتظر تتويجات جديدة تنضاف إلى المكتسبات التي تحققت لحد الآن.