يوسف المرزوقي- الرباط
عبرت أحزاب مغربية عن إدانتها لما وصفته التصرف ”العدائي” لرئيس جمهورية تونس؛ قيس سعيد؛ عقب استقباله لزعيم جبهة ”البوليساريو” الانفصالية، عشية اليوم الجمعة 26 غشت الجاري، على هامش منتدى التعاون الياباني الإفريقي (تيكاد 8) بتونس.
وأستنكر التجمع الوطني للأحرار ”إقدام الرئيس التونسي على استقبال زعيم الكيان الوهمي”، واصفا الخطوة، في بلاغ له، بـ ”الفعل العدائي غير المسبوق الموجه ضد بلادنا ووحدته الترابية”.
وأكد الحزب، في نص بلاغه، أن ”النظام التونسي، عبر هذه الخطوة المتهورة وغير محسوبة العواقب، يصطف اليوم مع أعداء المملكة، وداعمي الميولات الانفصالية في المنطقة مما من شأنه أن يزيد من هوة الخلافات الإقليمية بشكل خطير، ويؤثر على استقرار المنطقة التي تتوق شعوبها إلى تحقيق الاستقرار وتكريس الديموقراطية”.
من جهته، قال حزب العدالة والتنمية إن الرئيس التونسي قيس سعيد، اقدم ”على قرار غير ودي اتجاه المملكة المغربية، ومخالف لموقف اليابان نفسها الراعية للمؤتمر، وذلك باستقباله لرئيس المنظمة الإرهابية الانفصالية (البوليزاريو) بنفسه، مع البروتوكول الدبلوماسي المخصص لرؤساء الدول”.
واعتبر الحزب، في بلاغ له كذلك، الأمر ”تطورا خطيرا وغير مسبوق، وضربة جسيمة للعلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين، وموقفا معاديا ومنحازا ضد قواعد حسن الجوار والشراكة، وخيارات البناء المغاربي الوحدوي، ويخدم مخططات التجزئة والتقسيم التي شكلت معاهدة مراكش للاتحاد المغاربي تعاقدا لمحاربتها”.
في نفس السياق، وصف الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، محمد نبيل بنعبد الله، إن بـ ”الخطوة الحمقاء”، مؤكدا بدوره أنه ”سلوكٍ عدائي، خطير ومرفوض، يَخْـــرِقُ بشكلٍ بليغ العلاقات التقليدية المتميزة والمتينة التي لطالما ربطت تونس والمغرب وشعبيهما منذ ما قبل الاستقلال”
وأوضح بنعبد الله، في تصريح صحفي أن ”هذا التصرف الأرعن للرئيس التونسي يُشكل حَلَقةً أخرى في مسار الانحراف الشعبوي الذي أدخل إليه تونس، في معاكَسةٍ تامة للتطلعات الديموقراطية القوية التي عبر عنها الشعب التونسي أثناء الربيع العربي”.
تماشيا مع موقف الأحزاب المذكورة، أدان الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، في بيان، خطوة الرئيس التونسي، وشدد على أنها تشكل ”خرقا سافرا ومقيتا لروح ومقتضيات العلاقات الثنائية والإقليمية، والتزامات الدول الأطراف في هذه القمة التي تفترض اقتصار المشاركة على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة”.
وأكد الحزب دعمه من موقع المعارضة البرلمانية لقرار الحكومة المغربية استدعاء سفير المملكة بتونس، وانسحاب الوفد المغربي من أشغال القمة (التيكاد).