بني ملال – عبد الكريم ساورة
تحت شعار :” السينما وقيم التمدن ” فتح مهرجانن تاطميت للسينما والنقد بمدينة بني ملال من 26 إلى 29 أبريل أشرعته للصورة وسحرها، وللنقد وأسراره، وكانت التلقائية والبساطة أهم ماميز المهرجان خلال الأيام الأربعة.
عندما طلب بعض أعضاء الجمعية المنظمة للمهرجانن تقديم جائزة رمزية لرئيسة المهرجان الشاعرة أمينة الصيباري في اليوم الأخير ، رفضت النهوض لتسليمها وبعد إصرار الجميع نهضت والدموع على عينها قائلة ” أرفض رفضا مطلقا أن أتقضى تعويضا عن واجب مقدس وعمل أحبه حد الجنون وزادت إنها مدينتي الجميلة التي ترعرت في ترابها والسينما التي يربطني بها عشق كبير “.
لقد كان عشق السينما هو الذي جعل الجمهور العريضض يحضر كل العروض دون كلل أو ملل ، لقد صفقوا كثيرا لفيلم ” ضربة رأس ” للمخرج المتميز هشام العسري، الفيلم الذي يحاكم مجزرة 1981 ” المعروف بإضراب الكوميرة ” الذي قوبل بعنف مبالغ فيه من طرف المخزن، كما تفاعلوا مع درس في السينما للناقد والمدير السابق للمركز السينمائي المغربي نور الدين الصايل، الذي تحدث عن ضرورة رد الاعتبار للسينما بإعادة الاهتمام بالقاعات السينمائية، كما تحدث عن ضرورة تشجيع الفيلم المغربي لأنه بواسطته سنكتشف عوالم الإنسان المغربي وأسراره.
لم يخلو كذلك المهرجان من مفاجآت ” سينما الشباب “” وذلك بعرض 10 أفلام قصيرة تنافست على الجوائز المخصصة للممثلين التي ترأس لجنتها المخرج المغربي حسن بن جلون بعد أن تم إلغاء جائزة المخرج في آخر لحظة خوفا من غرور المخرجين الشباب حسب ما صرح به أحد أعضا اللجنة.
وقد تم افتتاح المهرجان بفيلم ” إما ” لهشام ركراكي، كماا تم تكريم المخرج المغربي كمال كمال، صاحب الفيلم المشهور ” السمفونية المغربية ” 2005 وتم تكريم كذلك الناقد السينمائي د. ولي سيف رئيس التحرير سلسلة آفاق السينما كما صدرت له عدة كتب في السينما الروائية.
عرف اليوم الثاني ندوة بعنوان ” السينما وقيم التمدن”” والتي قام بتنشيطها كل من الناقد محمد شويكة، والروائي والكاتب .د. عبد السلام فيزازي والناقد .ذ. سليمان الحقيوي والمدير الجهوي لمندوبية الثقافة ببني ملال عبد الكريم جويطي، وقد تم تسليط الضوء على أهمية السينما في التاريخ البشري مند انطلاقاتها الأولى من طرف الإخوان ” لوميير” وكيف تحولت إلى درس كبير لتعلم فلسفة الصمت والإصغاء ” ” إن السينما تغير الناس وتؤثر في حياتهم وتجعلهم أكثر تقبلا لقيم الجمال وكل مظاهر التمدن والحضارة ……” كما جاء في إحدى المداخلات.
المهرجان لم يفوت الفرصة ليحتفي ب” جلالة النقد ” وماا يقوم به في زعزعة يقين القارئ وجعله يضع يده على الجرح الكامن في الفراغات في المنسيات في الهوامش، في كل المناطق المنسية، إنه يلهب المساحات المسكوت عنها عندما يدلف إلى أعماقها، ولهذا ارتأت اللجنة تخصص جوائز لفائدة ” المقال النقدي ” لمجموعة من المشاركين الشباب.
في صباح اليوم الأخير من المهرجان تم تنظيم زيارةة إنسانية لجمعية ” بيت بهية ” شارك فيها العديد من الممثلين والفنانين والنقاد والصحافيين لمؤازرة الأطفال في وضعية صعبة، وفي المساء في حفل الاختتام تم تكريم كل من المطربة المغربية ” كريمة الصقلي ” التي عرفت بين الأوساط الفنية ” بمطربة الغناء الأصيل ” وسفيرة جمعية الإغاثة بفرنسا وجمعيات أخرى مشابهة . والناقد السينمائي المغربي محمد اشويكة اعترافا لما قدمه للسينما من كتب ومقالات في مجال النقد.
على نغمات الأمطار التي نزلت غزيرة في حفل الاختتامم تعانق الفنانون وبكى المحتفون وكان تتويج أحد أعوان القوات المدنية غير المنتظر أحد أبرز الأحداث التي هزت القاعة بعمله الإنساني عندما انقد في الطريق الممثل المغربي هشام الوالي من حريق محتمل لسيارته. وهو في الأول والأخير درس سينمائي بامتياز قد يتحول إلى فيلم سينمائي على حد تعبير مديرة المهرجان.