كوثر منار – الدار البيضاء
لم توجه فرنسا دعوة رسمية للمغرب، بمناسبة احتفال باريس اليوم بالذكرى المائوية لوضع الحجر الأساسي لـ”مسجد باريس” بحضور إيمانويل ماكرون.
واختارت فرنسا عدم دعوة المغرب، باعتباره المؤسس الرئيسي لهذا المسجد، والذي أشرف السلطان مولاي يوسف على إفتتاحه سنة 1926،
وأكد مهتمون بالتاريخ أن تغييب المغرب عن هذا الإحتفال هو محاولة من السلطات الفرنسية محو الذاكرة التاريخية للمسجد المغربي بباريس.
ويتميز طراز المسجد المعماري بالتنوع تماما مثل الجالية المسلمة في فرنسا.
فمئذنته، التي يصل ارتفاعها إلى 33 مترا، تكاد تكون نسخة طبق الأصل من مئذنة مسجد الزيتونة في تونس.
أما زخرفة المبنى، فقد تم تصميمها وتنفيذها على يد حرفيين مغاربة استوحوا كل تفصيل فيها من مسجد القرويين الواقع في فاس بالمغرب.
خاصة في الزليج والفسيفساء اللذين يغطيان جدران المسجد، فضلا عن القبة الكبيرة المنحوتة يدويا والثريا الفخمة والسجاد الأحمر والأحرف الكوفية المستنسخة من القرآن الكريم.
وتتشابه باقي أركان هذا الصرح الديني مع الآثار الأندلسية العريقة التي يتميز بها قصر الحمراء في غرناطة،
خاصة فيما يتعلق بالأعمدة المنحوتة والبلاط الزمردي الجميل.
وبالإضافة إلى الهندسة المعمارية، التي تعبر عن مهارة الأجداد وتجمع بين الطابع التقليدي والمعاصر للفن الإسلامي،
يحتوي المسجد على ساحة فناء مظللة ساحرة ومزينة بالأشجار، تبلغ مساحتها 3500 متر مربع، تتوسطها نوافير المياه.
وقد تم إدراج المسجد والمركز الإسلامي في قائمة الجرد التكميلية للآثار التاريخية بموجب المرسوم الصادر في التاسع من ديسمبر 1983،
وتم حفظ الصرح تحت عنوان “تراث القرن العشرين”.
وللإشارة أعيد ترميم مسجد باريس الكبير (الذي بناه المغاربة ) من طرف الحرفيين المغاربة، وكما صرح المسؤول الفرنسي ” اتصلنا بالحرفيين المغاربة لأن اجدادهم من بنوها ”