لست راضية عن نتيجة المشاورات، كما أنني لست راضية عن مستوى النقاش المطروح حولها، وعندما طالبت بعقد مجلس وطني استثنائي كان ذلك بغرض فهم الوضع الأول والحد من الوضع الثاني، وإن كنت مقتنعة أن ما أفرزت عنه نتائج مشاورات حكومة الدكتور سعد الدين على نقيض ما أفرزت عنه نتائج الانتخابات التشريعية إلا أنني لا أجد أن ذلك مبرر لسب القيادات واتهامها بالخيانة والاستهزاء بها.
النقاش حقا يقوي الحزب لكن داخل مؤسسات الحزب وباحترام مبادئ الحوار، دون تجريح ولا استهزاء ولا غمز ولمز، لا تنسوا أنكم مسلمون وأن بعضكم تربى بحضن الحركة وبعضكم رباه النضال إلى جانب الزعيم الوطني والدكتور سعد الدين والمرحوم الحكيم والأستاذ يتيم والسيد رباح والأخ حامي الدين والأخت ماء العينين وقياديين آخرون لن نستطيع إحصاءهم في نص صغير.
ولا تنسوا أيضا أن لهذا الفضاء فضل كبير في مساعدة الحزب على إيصال صوته إلى عموم المواطنين، لا تنسوا أن الإعلام يحارب العدالة والتنمية بكل الطرق وحتى بالضرب في الأعراض، وأننا التجأنا إلى هذا الفضاء حتى يكون إعلامنا البديل للتواصل مع عموم المواطنين، قد حولناه إلى نقطة قوة هزمت أسطولا إعلاميا تضخ فيه الملايير، فلا تجعلوه نقطة ضعف يستعملها الإعلام ضدنا فيكتب من نقاشاتكم مواد إعلامية يروج من خلالها إلى صورة الحزب المنشق الذي لم يبق ذلك الحزب القوي الذي وثق فيه المواطنون.
وأخيرا لا تنسوا أن الدكتور هو نفسه ذاك الدكتور الذي تنازل عن الوزارة فتوجتموه بطلا، ولا تنسوا أن الأستاذ يتيم هو ذاك الأستاذ الذي وهب حياته للنضال فشب أبناؤه وهو لم يستمتع معهم بقدر ما استمتعتم برفقة أبنائكم، هو ذلك الأستاذ الذي كان قدوة لكم منذ عهد قريب إلى أن قررتم أن تعادوه وتسخرون من كتاباته فلا شيء يكتبه أصبح يرضيكم، أما الأستاذ العمراني فهو نفس الأستاذ الذي حول موقع الحزب من موقع حزبي إلى منبر إعلامي الأول من نوعه على مستوى الوطن، لا تنسوا أنه هو ذاك الرجل الذي بإمكانيات بسيطة ومجهود جبار استطاع أن يرفع من مستوى موقع الحزب ويطلق راديو وبرامج تلفزية باسم الحزب، هو ذاك الرجل الذي ظهرت عليه علامات التعب منذ أكثر من سنتين وفقد من الوزن الكثير حتى اعتقدنا أنه أصيب بمرض إلا أننا علمنا بعدها أن ثقل المسؤولية هي السبب.
الحزب رجال ونساء أفنوا العمر في النضال وآخرون يعملون بالخفاء وآخرون التحقوا فخورين بالانتماء وشعب لم ينتم لكنه أيد المشروع وحمله فوق الأكتاف ولا زال.
طمئنوا الناس أننا نحن ولم نتغير وأننا على العهد باقون وأن المرحلة اقتضت تضحيات وأن ثقتنا قوية في قياديينا وقوية في الشعب وأننا على عهد الإصلاح باقون لأننا تربينا عليه ومن أجله ضحينا ونضحي بشعبيتنا بل ومنا من ضحى من أجله بحريته.
القضية أكبر من شهرة، أكبر من إعجاب على الفايسبوك، أكبر من البحث عن شعبوية فردية بين عموم المواطنين، القضية قضية مشروع وقضية وطن.